عنوان الفتوى : ذكر الكلب في شأن قصة أصحاب الكهف لا يدل على طهارته
لقد أرسلت هذا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنجاسة الكلب محل خلاف بين أهل العلم، وجمهورهم على نجاسة جميع أجزائه، قال ابن قدامة في المغني: فالنجس نوعان: أحدهما: ما هو نجس رواية واحدة وهو الكلب والخنزير وما تولد منهما أومن أحدهما فهذا نجس عينه وسؤره وجميع ما خرج منه، روي ذلك عن عروة وهو مذهب الشافعي وأبي عبيد وهو قول أبي حنيفة في السؤر خاصة، وقال مالك والأوزاعي وداود: سؤرهما طاهر يتوضأ به ويشرب، وإن ولغا في طعام لم يحرم أكله. انتهى
وللمزيد من التفصيل في هذا الموضوع راجعي الفتوى رقم: 4993
وذكر الكلب في شأن قصة أصحاب الكهف لا دليل فيه على طهارته، فإن الكلب المذكور لم يكن يخالطهم بل كان يحرسهم خارج الباب ولم يكن داخل الكهف لأن الملائكة لا تدخل مكانا فيه كلب أو صورة،
قال الإمام ابن كثير في تفسيره: قال ابن جريج: يحرس عليهم الباب وهذا من سجيته وطبيعته حيث يربض ببابهم كأنه يحرسهم، وكان جلوسه خارج الباب لأن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب، كما ورد في الصحيح
قال الإمام القرطبي في تفسيره: أكثر المفسرين أنه كلب حقيقة وكان لصيد أحدهم أو لزرعه أوغنمه على ما قال مقاتل. انتهى.
على أننا لو سلمنا بمخالطة الكلب لأهل الكهف واستنتجنا طهارته عندهم، يبقى أن شرع من قبلنا ليس شرعا لنا فيما ورد في شرعنا حكمه، ونجاسة الكلب في شرعنا معلومة.
والله أعلم.