عنوان الفتوى : حكم الدعاء بـ: اللهم اجعلني وجيها في الدنيا والآخرة
هل يجوز قول: اللهم اجعلني وجيها في الدنيا، والآخرة، كما قال -سبحانه وتعالى- في آل عمران: إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)، أو أنها خاصة بالأنبياء؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا نرى حرجا في الدعاء المذكور؛ لأن معنى (وَجِيهاً) في الآية الكريمة، كما قال المفسرون، أَيْ شَرِيفًا ذَا جَاهٍ، وَقَدْرٍ، قاله القرطبي، وقال الإمام البخاري في الصحيح: {وَجِيهًا} شَرِيفًا.
وفي تفسير البغوي: {وَجِيهًا}، أَيْ شَرِيفًا رَفِيعًا ذَا جَاهٍ، وَقَدْرٍ {فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} عِنْدَ اللَّهِ. اهــ.
ولا شك أن من وجاهة عيسى -عليه السلام- أنه نبي مرسل، قال الشوكاني: وَوَجَاهَتُهُ فِي الدُّنْيَا النُّبُوَّةُ، وَفِي الْآخِرَةِ الشَّفَاعَةُ، وَعُلُوُّ الدَّرَجَةِ. اهــ.
ولكن هذا لا يمنع أن يسأل المسلم ربه الوجاهة بمعنى أن يكون له قدر، وشرف عند الله في الدنيا، والآخرة دون أن يعني بها النبوة، ولا شك أن الأولى، والأفضل أن يدعو المسلم بالأدعية المأثورة في الكتاب، والسنة، وانظر الفتوى: 458992.
والله أعلم.