هل من تطبيق لشرع الله؟
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
هل من تطبيق لشرع الله؟دعوةٌ صادِقة أوصِي بها الذين يَعملون على رَفع شَأن الوطن وازدهارِه، وأوصي بها أهلَ مصر الإسلاميَّة، وأدعوهم فيها إلى العَودة إلى شَرع الله الحكيم، وإلى تَحكيم كتابه وسنَّةِ رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ فيهما النَّجاة من كلِّ بلاءٍ، والخروج من كلِّ أَزمة من الأزمات التي تواجِه وطنَنا الحبيب؛ كأزمة الإسكان التي حالَت أو عطلَت زواجَ كثير من الشَّباب، وأزمة المواصلات التي عطَّلَت مصالحَ العِباد، وصعبَت الذهاب والإياب للمدارس والجامعات والدواوين، وأزمة التلوُّث التي كادَت تخنق الناسَ وتعرِّضهم للأوبئة والأمراض، وأزمة تَعيين الخرِّيجين وإيجاد مصادر العمَل لهم، وأزمَة الأخلاق التي عرضَت شبابنا لإدمان المخدِّرات وخطف النِّساء والبنات، والنَّشلِ والخطف، والسرقات والخمور، وأزمة الغَلاء التي اصطلى بنارها الفقراءُ والمساكين وأصحاب الدخول المَحدودة، وأزمَةِ الضَّمائر التي انزلَق فيها النَّاس إلى النِّفاق والمُداهنة، واتِّباع الشَّهوات والأهواء، والكذب والغشِّ، وأكل أموال النَّاس بالباطل، والرِّشوة، وأزمة السلبيَّة واللامبالاة التي انتشرَت بسبب الحياة الماديَّة البَحتة بين الناس.
كل هذه الأزمات تحلُّها وتحل مشكلاتها آيةٌ في كتاب الله تعالى، لو عمِلنا بها وطبَّقناها على أنفسنا وأهلينا حكَّامًا ومَحكومين، هي قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].
يا قوم، لقد جرَّبنا القوانينَ الوضعيَّة ووجدناها عاجِزةً قاصِرة غير رادِعة، لم تحقِّق لنا شيئًا من الأَمن الغذائي، ولا الأمنِ النَّفسي؛ لأنَّها من صُنع البشر.
ولقد جرَّبنا الاشتراكيَّة فأفلسَت ونكسَت، وأذهبَت الأرض والعِرض، وجرَّبنا الرأسماليَّة ففشلَت وأفقرَت، وجرَّبنا الديمقراطية، وما أظنها حقَّقَت أو نجحَت في كلِّ ما نأمل من خير وعزَّة وفلاح.
أفلا نجرِّب، أو بمعنى أصح أفلا نطبِّق الإسلامَ وشرعَ الله هذه المرَّة؛ حتى نفوزَ بسعادة الدَّارين، وننال رضا الله تبارك وتعالى، ونَنعم بالأمن من الجوع والأمنِ من الخوف، ونأكل من بين أيدِينا ومن تحت أَرجُلنا؟
إنَّ الله تعالى أكَّد لنا وضمِنَ لنا أنَّنا إذا طبَّقنا شرعَ الله تعالى في مصر المسلِمة فسوف لا يكون هناك جائع ولا عريان، ولا مغبون ولا مظلوم، ولَمَحا تطبيقُ الشريعة الظلمَ والفساد، والجوعَ والفقر، والمنكرَ والفحشاء من المجتمَع كما يَمحو نور الصُّبح ظلامَ اللَّيل، ولوجد غيرُ المسلمين العدلَ والسَّماحة، ووجدوا الأمنَ والرَّخاء في ظلِّ شريعة الإسلام كما وجدوه في عَهد الفاتِح العادل عمرو بن العاص من قبل، والتاريخ أَصدَق شاهدٍ بعد الله وآياتِه التي تقول: ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ [طه: 123، 124].
والله يقول الحقَّ وهو يَهدي السبيل.
المصدر: مجلة التوحيد