عنوان الفتوى : واجب من أخذت من أموال أبيها بغير علمه
تعودت منذ الصغر على أن أبي لا يعطينا ما نريد إلا عندما تطلبه أمي بالتحايل، فمثلا كانت تزيد في سعر أشياء لتستطيع شراء أخرى لازمة لنا مثل ملابس البيت والاحتياجات الشخصية.
أبي لم يعطنا نقودا لهذه الأشياء، المشكلة أنني اعتدت على ذلك الأمر من أمي -سامحها الله- فقد قالت لي إن ذلك حلال، فكنت أزيد على مصاريف الكتب أو الجامعة؛ لأشتري أشياء بعضها ضروري مثل العلاج -فأبي لا يعطينا ثمن العلاج الآن- وبعضها غير ضروري. وقد علمت بعد ذلك أن ذلك دين، وأنا فتاة ولا أعمل وحتى إن عملت وأصبح لدي مصدر رزق لا أستطيع أن أخبر أبي أو أسدد ذلك الدين له؛ لأنه صعب الطباع ولن يتفهم وسيفضحنا، وربما يؤدي لخراب بيتنا، ولا أعلم كيف أرد ذلك الدين؟
سأتخرج من الجامعة قريبا، وإذا رزقني الله بعمل فإنني أفكر في أن أصلح أشياء في البيت كرد للدين، فأبي رغم امتلاكه الكثير من الأموال إلا أنه يبخل كثيرا فمثلاً لم يصلح ماسورة المطبخ؛ لذلك نغسل الأطباق في الحمام، وتركنا نغسل الغسيل من دون الغسالة عندما تعطلت رغم برودة الجو، ولم يصلح ماتور المياه؛ لذلك كنا ننتظر الجيران عندما يفتحون الأزرار لتصل لنا المياه، والإضاءة ضعيفة جدا، فهو يشتري أرخص الأشياء، ولا يصلح أي شيء، ومعظم البيت خراب رغم امتلاكه المال.
فهل يجوز أن أصلح تلك الأشياء لرد الدين؟
أنا حقا نادمة وأخشى عقاب الله. ماذا أفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت أخذت من أبيك أموالا بغير حقّ؛ فعليك ردها، أو استسماح والدك فيها.
وإذا كنت لا تقدرين على إخبار الوالد واستسماحه؛ فعليك ردها عندما يتوفر لك هذا المال.
ولا يشترط في الرد أن يعلم به، بل يجوز الرد من غير علمه. وراجعي الفتوى: 272065
والأصل أن يكون الرد بالمثل، ولا يجوز أن يكون بالقيمة إلا برضا صاحب الحق.
وراجعي الفتوى: 206827.
لكن إذا كان أبوك يقصر في النفقات الواجبة على زوجته وأولاده؛ فيجوز لك صرف هذه الأموال في هذه النفقات.
ولمعرفة حدود النفقة الواجبة، راجعي الفتوى: 477355
والله أعلم.