أنواع صفات الله عز وجل - ملفات متنوعة
مدة
قراءة المادة :
7 دقائق
.
*المطلب الأول: الصفات الثبوتية وضابطها.
الصفات الثبوتية (المثبتة) هي: الصفات التي تدل على معنى ثبوتي ووجودي .
أوهي: ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه, أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلها صفات كمال، لا نقص فيها بوجه من الوجوه .
وأمثلة هذه الصفات كثيرة عسير حصرها؛ فمن ذلك: العلم ، والخلق، والحياة، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام، والإحياء، والإماتة، والرضى، والغضب، والوجه، واليدين، والرجل، والعلو، والاستواء، وغير ذلك.
فضابط الثبوتي: كل صفة ورد إثباتها لله عز وجل في كتابه, أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
وهذا النوع من الصفات الثبوتية ينقسم بدوره إلى أقسام متعددة بحسب الاعتبارات التي يرجع إليها كل تقسيم.
* فتنقسم باعتبار تعلقها بذات الله عز وجل إلى:
1- صفات ذاتية؛ وهي: التي لا تنفك عن الذات؛ ( كالحياة، والعلم، والقدرة، والوجه، واليدين، ونحوها).
2 - صفات فعلية؛ وهي: التي تتعلق بمشيئة الله وقدرته؛ (كالخلق، والرزق، والاستواء، والمجيء، ونحوها) .
* وتنقسم باعتبار لزومها لذات الله عز وجل إلى:
1- صفات لازمة؛ وهي: اللازمة للموصوف لا تفارقه إلا بعدم ذاته، وهي:
- إما ذاتية؛ وهي: ما لا يمكن تصور الذات مع تصور عدمها، كالوجه، واليدين، والقدم، والإصبع ونحوها.
- وإما معنوية؛ وهي: ما يمكن تصور الذات مع تصور عدمها، كالحياة، والعلم، والقدرة، ونحوها.
2- صفات عارضة (اختيارية)؛ وهي: التي يمكن مفارقتها للموصوف مع بقاء الذات وهي:
- إما من باب الأفعال؛ كالاستواء، والمجيء، والنزول، ونحوها.
- إما من باب الأقوال؛ كالتكليم، والمناداة، والمناجاة، ونحوها.
- وإما من باب الأحوال؛ كالفرح، والضحك، والسخط، ونحوها .
*وتنقسم باعتبار أدلة ثبوتها إلى:
1- الصفات الشرعية العقلية؛ وهي: التي يشترك في إثباتها الدليل الشرعي السمعي، والدليل العقلي، والفطرة السليمة، كالعلم والسمع، والبصر، والعلو، والقدرة، ونحوها.
2- الصفات الخبرية السمعية؛ وهي: التي لا سبيل إلى إثباتها إلا بطريق السمع، كالاستواء، واليد، والوجه، والإصبع، والنزول، ونحوها.
*المطلب الثاني: الصفات المنفية وضابطها.
الصفات المنفية (السلبية)؛ هي: ما نفاه الله عز وجل عن نفسه في كتابه أو على لسان رسوله الله صلى الله عليه وسلم .
أو هي: الصفات التي تقع في سياق النفي، أي: التي تدخل عليها أداة النفي، مثل: (ما) ،(لا)، (ليس) .
وأمثلتها كثيرة، منها: الموت ، والجهل، والعجز، والنوم، والظلم، واتخاذ الصاحبة, أو الولد, أو الشريك، ونحو ذلك.
ومنهم من ذكر تعريفاً آخر للصفات المنفية فقال: "المقصود بصفات السلوب هي: التي يكون السلب داخلاً في مفهومها، فمفهوم القدم عدم الأولية، ومفهوم الوحدة عدم الشركة ونحو ذلك".
وهذا التعريف عليه بعض الاعتراضات، فهو وإن كان في أصله تعريفاً صحيحاً إلا أنه يؤاخذ عليه أمران، هما:
أولاً: التعريف غير جامع، فيخرج منه الصفات التي سبقت بأدوات النفي، إذ المنفي فيها هي الصفة نفسها التي هي نقص أو عيب في حق الله عز وجل، لا أن السلب داخل في مفهومها، وهذه الصفات هي الأكثر وروداً في القرآن والسنة .
ثانياً: أنه أدخل في التمثيل بعض الصفات التي لم يرد ثبوتها في القرآن الكريم والسنة الصحيحة على أنها صفة؛ كالقدم، والقيام بالنفس، والمخالفة للحوادث مثلاً، فأهل السنة والجماعة لا يصفون الله عز وجل إلا بما وصف به نفسه, أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، فباب الصفات عندهم توقيفي، وإن كان يجوز عندهم إطلاق وصف القدم, والقيام, بالنفس على الله عز وجل, وبأنه قديم وقائم بنفسه من باب الإخبار لا من باب الأسماء والصفات .
على أن بعض الصفات التي يذكر المتكلمون أنها صفات سلبية ورد إطلاقها في حق الله عز وجل أسماء: كالواحد، والباقي، والغني؛ لكن على سبيل الإثبات لا النفي، فإن الله عز وجل يسمى الواحد ويوصف بالوحدانية، ويسمى الباقي ويوصف بالبقاء، ويسمى الغني ويوصف بالغنى المطلق عن كل ما سواه.
وإن كانت هذه الصفات تتضمن نفي أضدادها، من عدم الشريك، وعدم الفناء، وعدم الاحتياج إلى الغير، لكن هذا يقال في جميع الصفات المثبتة؛ أن إثباتها على الوجه الكامل يستلزم نفي ضدها من النقص، فلو جعل هذا ضابطاً في النفي، لم يبق عندنا إلا صفات منفية فقط.
والذي يجب أن يعلم أن ما من نفي ورد في القرآن والسنة - على قلته - فإنه لم يرد إلا لإثبات كمال ضد الأمر المنفي؛ لأن النفي المحض ليس فيه مدح.
وضابط النفي في صفات الله عز وجل: أن ينفى عن الله تعالى:
أولاً: كل صفة عيب؛ كالعمى، والصم، والخرس، والنوم، والموت..
ونحو ذلك.
ثانياً: كل نقص في كماله؛ كنقص حياته، أو علمه، أو قدرته، أو عزته، أو حكمته..
أو نحو ذلك.
ثالثاً: مماثلة المخلوقين؛ كأن يجعل علمه كعلم المخلوق، أو وجهه كوجه المخلوق، أو استواؤه على عرشه كاستواء المخلوق..
ونحو ذلك.
فمن أدلة انتفاء الأول عنه: قوله تعالى:{..وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ..}[النحل:60]، فإن ثبوت المثل الأعلى له - وهو الوصف الأعلى - يستلزم انتفاء كل صفة عيب.
ومن أدلة انتفاء الثاني، قوله تعالى:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ}[ ق: 38].
ومن أدلة انتفاء الثالث، قوله تعالى:{...لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ...}[الشورى:11 ].
الدرر السنية : الموسوعة العقدية