عنوان الفتوى : علاج المبتلى بالمعاصي والشهوات

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا شاب أدرس بعيدا عن أهلي، وأسكن بعيدا، وأنا من الناس الذين يحبون العزلة بحيث أعيش وحيدا في سكني.
ولكني يا شيخ في هذه الفترة خلال رمضان أذنبت والله ذنوبا كثيرة، لا أعلم هل يغفر الله لي أم لا؟ وقد أكثرت من قبل حتى إنني شاهدت الصور والأفلام الخليعة في نهار رمضان، ولكني لا أصبر على الشهوة والوحدة القاتلة التي أعيشها. أستأنس بالكتب لفترة حتى -والله- أقول إني لا أريد شيئا سوى الكتب والقراءة والدراسة، ثم يأتي وقت الفراغ فأجدني قد عدت لاقتراف الحرام.
فكيف أفعل؟ وما حكم الأيام التي أفطرتها في رمضان، علما أنني تعمدت مشاهدة تلك المحرمات؟
أحمد الله -عز وجل- والله لقد سهل لي الدراسة في حين لم يستطع غيري أن يدرس، أو سقط في الامتحانات.
ولكني أعاني من فرط الشهوات، وأصبحت لهذا -والله- أحتقر نفسي وأراها ذليلة، وإذا أردت الخروج للصلاة في المسجد تذكرت ذنوبي وتكاسلت وكرهت نفسي لما أفعله.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى مما وقعت فيه من الحرام؛ والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه.

وإذا كنت أفطرت في رمضان بأكل أو شرب أو استمناء، أو كان المني قد خرج منك بسبب المشاهد المحرمة؛ فعليك قضاء الأيام التي أفطرتها. وراجع الفتوى: 12087

واعلم أنّ الله تعالى يقبل التوبة ويعفو عن المذنبين، ويغفر الذنوب جميعا، ويحب التوابين ويفرح بتوبتهم، ومهما تكرر الذنب وتكررت التوبة فهي مقبولة بإذن الله، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ {البقرة: 222}.

قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: أي: من الذنب وإن تكرر غشْيانه. انتهى.

ومن صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية، ويقطع الطرق الموصلة إليها، ويحسم مادة الشر ويحذر من اتباع خطوات الشيطان.

وإذا كنت قادرا على الزواج؛ فبادر به؛ وإذا كنت غير قادر عليه؛ فاستعفف واصبر حتى ييسر الله لك الزواج.

واستعن بالله وتوكل عليه، واشغل أوقاتك بما ينفعك، واحرص على مصاحبة الصالحين والمحافظة على شيء من الرياضة البدنية.

وراجع الفتويين: 23231 ، 7170

والله أعلم.