عنوان الفتوى : سب الزملاء محرم
أنا أصلي والحمدلله ولكن أسب أحيانا عندما ألقي أصحابي ولكن هل الوضوء يمسح ذلك السب؟ جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فسبك لمن يصاحبك من زملائك محرم، لقوله صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. متفق عليه.
وسبك لأحد زملائك ما لم يتكرر منك السب صغيرة يكفرها الوضوء، بدليل ما في صحيح مسلم عن حمران مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه قالت: أتيت عثمان بن عفان بوضوء فتوضأ ثم قال: إن أناسا يتحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث لا أدري ما هي، إلا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مثل وضوئي هذا ثم قال: من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه. إلى آخر الحديث، وهذا الوضوء مذكور في حديث حمران أيضا وهو كما في صحيح البخاري: أنه رأى عثمان دعا بوضوء فأفرغ على يديه من إنائه فغسلهما ثلاث مرات، ثم أدخل يمينيه في الوضوء، ثم تمضمض واستنشق واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاثا، ويديه إلى المرفقين ثلاثا، ثم مسح برأسه، ثم غسل كل رجل ثلاثا إلى آخره، فمن توضأ مثل هذا الوضوء أو أتى بما يكفر السيئات كصوم يوم عرفة ونحو ذلك كفر الله عنه صغائر الذنوب، أما الكبائر، فإنها لا تكفر إلا بالتوبة الصادقة، لقوله تعالى بعد ذكر بعض الكبائر كالزنى وقتل النفس: [إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا] (الفرقان: 70).
وعليك بالإكثار من الاستغفار ومجاهدة نفسك على حفظ لسانك من التلفظ بكل قول محرم، فإن الإصرار على الصغائر يحولها إلى كبائر، ولأن اللسان له دور خطير إذا لم يُحفظ عن المحرمات.
ففي سنن الترمذي وغيره عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاطبه قائلا: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا نبي الله، فأخذ بلسان نفسه، قال: كف عليك هذا فقلت: يا نبي الله: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟! قال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم.
صححه الشيخ الألباني.
وللمزيد عن هذا الموضوع راجع الفتوى رقم: 6923.
والله أعلم.