عنوان الفتوى : هل يكفي في صلة الرحم إرسال معايدة في المناسبات؟
أنا، وأخواتي، وأمي، حصلت لنا مشكلة كبيرة، وإحدى خالاتي كان موقفها معنا سيئا جدا، ولم تقف بجانبنا، وتقريبا قاطعتها بالكلام، والثانية وقفت بجانبنا، وساعدتنا إلى أن تجاوزنا المحنة، وأمي ذهبت، وأرضت أختها التي لم تقف معنا، وتكلمها، لكن هي لا تتكلم معها مثل الأول، وتريد منا أن نرضيها، من أجل أنه لا أحد يتكلم، ولا يسأل، لكنا لم ننس، ولا نقدر أن ننسى الذي عملتَه معنا، لقد آذتنا كثيرا نفسيا. هي لا تريد أن تراضينا بأي كلمة طيبة، وتجعلنا نغلط برد فعلنا على ما عملته معنا، وهي لا تعترف بالغلط، ولا تحاول أن تصلحه، وتريد منا أن نعتذر لها، ونراضيها، وهي لا تفعل ذلك، فهل لو بعثنا لها معايدات في رمضان فقط من غير أن نكلمها، هل هذا خطأ، وسيحاسبنا ربنا، وأيضا نحن داخلون على رمضان، ونخاف أن يغضب ربنا علينا، ولا يتقبل أعمالنا؟ أمي تكلمها، وتسأل عنها؛ لأجل صلة الرحم، وتعمل هذا؛ لأجل الله -سبحانه-، لكن نحن -للأسف- لا نقدر أن نعمل مثلها، فما أحسن حل من وجهة نظركم؟
وشكرا جزيلا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فصلة الرحم واجبة، وقطعها حرام، بل هي من الكبائر، فعن جبير بن مطعم أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا يدخل الجنة قاطع. متفق عليه.
والخالة من أحقّ الأرحام بالصلة، ففي الصحيح عن البراء بن عازب، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: الخالة بمنزلة الأم.
وكون خالتك لم تُعِنْكُم في وقت الشدة، لا يلزم منه أنها أساءت إليكم، أو ظلمتكم، فقد تكون تركت الإحسان المندوب، وعلى افتراض أنّها أساءت، أو ظلمتكم؛ فهذا لا يبيح لكم قطعها، وراجعي الفتوى: 348340
فلا يجوز لك قطع خالتك. والواجب عليك صلتها بالمعروف، وقد أحسنت أمّك بصلة أختها، وتجاوزها عما وقع منها، وحثكم على صلتها، واسترضائها؛ فجزاها الله خيرا، والواجب عليكم طاعتها في ذلك، والغالب أن إرسال رسالة تهنئة في كل رمضان؛ لا يعد في العرف صلة، وخاصة في القرابة القريبة، كالخالة، فالصلة المطلوبة تكون ما يعد في العرف صلة.
جاء في إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين: وصلة الرحم، أي القرابة مأمور بها أيضا، وهي فعلك مع قريبك ما تعد به واصلا، وتكون بالمال، وقضاء الحوائج، والزيارة، والمكاتبة، والمراسلة بالسلام، ونحو ذلك. انتهى.
واعلمي أنّ صلة الرحم لها أجر عظيم، وفضل كبير، ففي الصحيحين عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه.
والله أعلم.