عنوان الفتوى : أخذ الموظف رواتب أيام غابها دون إذن

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أعمل في شركة كهرباء في القطاع الخاص، وعملنا عبارة عن فرق ميدانية.
الفريق يتكون من شخصين: أحدهما قائد والآخر مساعد، أنا أعمل كمساعد، وكل يوم نعمل في حي من الأحياء، فكل يوم أذهب بسيارة خالي لمنطقة العمل فألتقي أنا وقائد الفريق ونبدأ العمل.
وفي منتصف الشهر الماضي حصل عندي ظرف، وهو أن السيارة تعطلت، فلم يعد بإمكاني أن أتحرك بالسيارة لمكان العمل، ولم يكن هناك شخص ينقلني، وسيارة الأجرة مكلفة؛ لأن العمل يكون في أحياء بعيدة غالباً، وقائد الفريق لم يكن يمر علي لكي أذهب معه للعمل بحجة أن الشوارع مزدحمة، وسنتأخر عن العمل إذا مر بي، فاضطررت إلى أن أتوقف عن العمل لمدة 8 أيام.
وفي نهاية الشهر استلمت راتبي كاملا، علما أني لم أكلم مدير الشركة -وهو رجل حازم وصارم في العمل، على حسب ما علمت عنه- خوفاً من أن ينزعج ويطردني من العمل أولا.
وثانيا: أن هذا قد يسبب مشكلة بيني وبين القائد الذي أعمل معه -وهو أحد أقاربي- ومدير الشركة -وهو أيضا أحد أقاربي- فيمكن أن يتسبب هذا في مشكلة وإحراجات عائلية أيضا.
مع العلم أنه في فترة الغياب تلك اتصل مدير الشركة على القائد وسأل عني وعن حضوري، وكذب عليه القائد وقال له إني تغيبت يومين فقط، وفي ذلك الوقت كنت متغيبا 5 أيام تقريبا، ولم يعتب المدير علي حينها لعلمه أن السيارة متعطلة.
فما الحكم في راتبي الذي استلمته من الشركة وأنا متغيب 8 أيام يومان منها بعلم من المدير، و 6 أيام بدون علمه. هل علي إعلام المدير بالأمر؟ وهذا قد يتسبب في فصلي من العمل، أو مشاكل وإحراجات عائلية؟
وإذا لم يكن لي الحق في أخذ الراتب كاملا. فهل يمكنني أن أخرج قيمة الأيام التي لم أعملها وأتبرع بها لأي جهة، على أن أتفادى الإشكالات التي ذكرتها مع المدير والقائد؟
وللعلم فإنه لا يوجد بيني وبين الشركة عقد رسمي؛ لأني أعمل بدون هوية إقامة عن طريق واسطة مدير الشركة؛ لأن هذا العمل أيضا هو تدريب لي في نفس الوقت، لأني أدرس في كلية في نفس هذا التخصص الكهربائي، لكن دراستي متوقفة الآن بسبب ظروف الحرب في بلدي. وأنا كبير البيت، وأبي متوفى، وإخوتي أيتام، وأمي تدبر أمور البيت بما تقدر عليه من أعمال منزلية حرة، وبعض المساعدات من الأقارب، فنحن أسرة متعففة ومحتاجة، ولكن الحمد لله.
وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالالتزام بشروط التعاقد المحددة من قبل جهة العمل أمر واجب؛ لعموم قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ {المائدة:1}.

وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: المسلمون على شروطهم.. رواه البخاري تعليقاً. وأبو داود والترمذي، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني.

وقول القاسم بن محمد: ما أدركت الناس إلا وهم على شروطهم في أموالهم، وفيما أعطوا. رواه مالك في الموطأ.

وعلى ذلك فأخذ راتب أيام لم يحضرها الموظف دون إذن ممن هو مخول بالإذن لا يجوز.

فيجب عليك أن ترد ما أخذته من راتب تلك الأيام التي لم تحضرها بدون إذن، ولا يجوز أن تتبرع به إلى أي جهة، ما دمت قادراً على رده إلى جهة العمل ولو بطرق غير مباشرة.

وراجع في ذلك الفتوى: 127515.

وإذا كان إخبارك بالواقع سيسبب بعض المشاكل، فيجوز لك أن ترد مقابل الأيام التي تغيبت عنها بأي سبيل تيسر لك، ولا يشترط أن تخبر المدير أو غيره بالسبب، فالمهم أن يرجع المال للشركة.

والله أعلم.