عنوان الفتوى : الزجر عن السكن في ديار المعذبين
يا شيخنا الكريم أنا طالب أدرس في الهند، حدث وانتقلت إلى بيت جديد منذ حوالي شهرينوبعد هذا علمت أن بيتي وهو في عمارة ما هو إلا مقبرة للهندوس وأن البيت الذي بجواري هو المكان الذي يتم حرقهم فيه قبل دفنهم وهذا قبل أن يبنى البيتان وليس ذلك ببعيد. وقال لي جاري بعد خروجه من العمارة أنه لا بركة في الأموال ولا يسر في العمل ولا عافية في الصحة وهذا ما حصل مع من أعرف ممن سكن في العمارة وقد طابق ذلك معظم كلامه وأنا أخشى أن يكون المكان مكان عذاب وسخط لا رحمة علما أنني وأصدقائي وجيراني والبيت المجاور وهم من زملاونا في الدراسة لاحظناأمورا وأصواتا غريبة وهذا قبل علمنا، ونحن على أبواب امتحانات. أفيدونا جزاكم الله كل خير وجعل الجنة مثوانا ومثواكم آمين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإذا ثبت ما ذكرت فعليكم بالانتقال إلى مكان آخر لأنه مكان تنزل سخط الله تعالى وغضبه، فقد يصاب هؤلاء بقارعة فيشملكم ذلك العقاب، ومن الأدلة على هذا مارواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: مررنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحِجْر، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين حذراً أن يصيبكم مثل ما أصابهم، ثم زجر فأسرع حتى خَلَّفها. وفي رواية البخاري: لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم ما أصابهم. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري: فيه الزجر عن السكن في ديار المعذبين والإسراع عند المرور بها. أ.هـ ومن الجدير تنبيهكم عليه أن تعتقدوا أن الله تعالى هو الذي بيده الأمر كله فهو المعطي وهو المانع وهو النافع وهو الضار، وأن غير الله تعالى لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعا ولا ضرا إلا بإذنه وتقديره جل وعلا، ففي وصيته صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس: وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف. رواه الإمام أحمد في مسنده والترمذي في سننه، وصححه الشيخ الإلباني. والله أعلم