عنوان الفتوى : كيف تصلح البنت علاقتها بأمها التي قاطعتها؟
سألت والدتي لو احتجت قرضا، ويرد في نفس الشهر، أكمل به مبلغا؛ لأداء العمرة. غضبت علي غضبا شديدا، ورفضت فكرة ذهابي للعمرة أصلا، وعللت ذلك؛ بأني قد ذهبت للعمرة قبل ذلك. المبلغ الذي طلبته قليل جدا، كتكملة، لو احتجته ليس إلا، مع العلم أن والدتي تساعد إخوتي الذكور كثيرا بسلف، وغير ذلك بأموال كثيرة،
وطوال حياتي ما اعترضت على ذلك، إلا أنني سألتها هذه المرة، لم تفرقين بيننا، فقاطعتني، ورفضت بري لها بكل الطرق.
مع العلم أنها مريضة، ويصعب علي قطيعتها لي، ويعلم الله مدى تعبي لذلك.
هل أنا في هذه الحالة أتحمل ذنب مقاطعتها، وغضبها علي؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلم تخطئي في طلب القرض من أمك، وكان على أمك إن أبت إقراضك أن تتلطف في الرفض، ونخشى أن تكوني كلمتها بأسلوب غير لائق حين عاتبتها على التفريق بينكم، فإن كان، فاستغفري الله -تعالى-، وتلطفي في مصالحتها، وإن لم يكن، فلا إثم عليك أصلا.
وعلى كل حال، فعليك أن تجتهدي في إصلاح العلاقة بينكما بتكليمها، والذهاب إليها، وتقبيل رأسها، والاعتذار لها حتى ترضى، ووسطي من يمكنه السعي في الصلح بينكما، واحتسبي الأجر عند الله -تعالى-، وادعي الله كثيرا حتى يرضيها عنك، فإن رضيت -وهو ما نظنه- فالحمد لله، وإن بذلت وسعك، ولم ترض، فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولست -إن شاء الله- آثمة، وإنما هي تتحمل إثم تلك القطيعة.
والله أعلم.