عنوان الفتوى : على الزوجة الموازنة بين الطلاق وبين الصبر على زوجها واختيار أقلهما ضررا
أنا متزوجة منذ أقل من عامين، وشب خلاف بيني، وبين زوجي بسبب الكلام الخارجي من حولنا، ولم أستطع السيطرة على المشكلة، ومن ثم زوجي أصبح يفتعل لي المشاكل، ويشكو مني دائما، حتى وصل به الأمر إلى اتهامي بأنني أتحدث مع رجال من خلفه، وأنا لم أكن من قبله أعرف الرجال، وأنا أخاف الله ربنا.
كنت دائما ما أتودد له، ويفهمها دائما مني أنني عديمة الكرامة، مع أنني كنت أراقب الله، رغم أنه يؤذيني أن أبادر بصلح، وهو الذي تعدى علي.
وآخر ما كان بيننا منذ خمسة أشهر عندما طعن في عند أخي، بأن نسب إلي الكلام مع غيره من الرجال، وأخي غضب غضبا شديدا.
تأخذه العزة بالإثم، ويفضح كل أسراري، ويسقطني اجتماعيا، ويقول عني كل كلمة ائتمنته عليها. لا أعلم ما العمل، سمعت كلاما جارحا منه، ومن أهله، وتحريضا، وتحريشا قلب قلبه علي من زوج كنت أحبه أشد الحب إلى رجل متوحش قاسي القلب، لا يتقي الله في، ولا في ابنته. وأنا حامل، وعندي طفلة ما العمل؟ أشعر أن الأرض ضاقت علي بما رحبت. لا أحب تفريق عائلتي، لكن الفتنة التي أتت من طرف أهله قلبت حياتي رأسا على عقب. خطئي هو أنني سمعت سبابهم، واستهزاءهم بي، ورددت، وقلت ما كان منهم من سوء، وأخذن بتأليف الخطط لي حتى وصلنا إلى هذا الحال. ماذا أفعل؟ حاولت نصحه في أن يقيم حدود ربنا، ولكن هو يعاهدني على ذلك، ثم يعود علي بوجه غير الذي خرج به من عندي، ووصل به الأمر إلى أن يضربني الضرب المبرح، وأنا حامل.
ماذا أفعل؟ أنا ضائعة، لا أعلم ما العمل.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنصيحتنا لك؛ أن تصبري، وتستعيني بالله، وتكثري من دعائه، وتتفاهمي مع زوجك، وتذكرّيه بما يجب عليه من المعاشرة بالمعروف، والوقوف عند حدود الله، فلا يجوز له أن يتهمك بالسوء بغير بينة، ولا يجوز أن يؤذيك بالفعل، أو بالقول بغير حق، ولا يجوز أن يفشي أسرارك، أو يذكرك بسوء عند أهله، أو غيرهم من غير مسوغ، ومن الحكمة أن يحرص على حسن الصلة بينك وبين أهله.
ولا مانع من توسيط بعض العقلاء من الأهل، أو غيرهم ممن لهم عنده وجاهة، ويقبل قولهم؛ ليكلموه في ذلك.
ومن جهة أخرى، ينبغي أن تنظري إلى الجوانب الحسنة في صفات زوجك، وأخلاقه، وتتذكري أن الحياة الزوجية -في الغالب- لا تستقيم، إلا بالصبر، والتغاضي عن الهفوات، والصفح عن الزلات. فإن استقامت الحياة بينكما بالمعروف، فاحمدي الله، وعاشري زوجك بمعروف، وإلا فينبغي أن توازني بين بقائك معه على تلك الحال، وبين مفارقته، بطلاق، أو خلع، وتختاري ما فيه أخفّ الضررين.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.