عنوان الفتوى : نصائح حول القيام بالزفاف عند احتمال فشل الزواج
متزوجة زواجا تقليديا من رجل أكننت له المشاعر بعد معرفته، وهو يكن لي المشاعر حسب ما يقول. أشاركه اهتماماته، وهواياته، لكنه صارحني أنه لا يشعر بالاندماج معي، وأننا غير متجانسين، والسبب في هذا أنه غير مشبع بمشاعر الحب، والأمان، والطمأنينة من عائلته، وظن أنه سيجدها معي، ولم يجدها بالرغم من التفاهم، والمشاعر الطيبة. أعيش في بلد بعيد جدا عن أهلي، لم نقم بالزفاف إلى الآن؛ لأنه خائف على مصيري، ومن إمكانية فشل علاقتنا لاحقا، يحاول قدر الإمكان مراعاة ما سأمر به بعد الطلاق في حال نوينا الطلاق. لا أعرف كيف أتصرف، أو أتعامل معه. هو يريد أن نكمل علاقتنا، ويكمل استخراج أوراقي، ويعطيني جنسية؛ لكي تسهل علي حياتي في حال انفصلنا، ولكن هذا سيأخذ مدة تتراوح بين الثلاث سنوات، والأربع، لكنه سألني إن كنت أريد أن يحصل الزفاف بيننا؟
أنا محتارة، هل أتنازل عن هذا الأمر حتى لو كنت أعلم باحتمالية الطلاق؟
عمري 23 سنة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنصيحتنا لزوجك أن يراجع نفسه، وألا يستسلم لتلك الخواطر التي تشعره بعدم التجانس، وضعف المودة بينكما، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء: 19} .
وجاء في كنز العمال أن عمر -رضي الله عنه- قال: ليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب، والإسلام. انتهى.
ونصيحتنا لك أن تحرصي على إظهار المودة لزوجك، وإشباع حاجته العاطفية، وتحسني التبعل له، فإن تمسّك بك، ورجع عن الرغبة في الطلاق؛ فالأفضل المبادرة بالزفاف.
وأمّا إذا بقي زوجك راغبا في الطلاق، فالذي نراه، ألا تتعجلي في الزفاف؛ فالغالب أنّ الطلاق قبل الدخول أقل مفسدة من الطلاق بعد الدخول.
وينبغي أن تتشاوري مع العقلاء من أهلك، أو غيرهم من الصالحين الناصحين، وتوازني بين المنافع، والمضار في تعجيل الزفاف، أو تأخيره، وتستخيري الله -تعالى- قبل البت في الأمر.
والله أعلم.