عنوان الفتوى : حكم الاجتماع في الليلة الثالثة من دفن الميت للدعاء له
هذه رسالة وردت للبرنامج من جيزان ومن إبراهيم مطر من قرية الجهو، يقول في رسالته: عندنا عادات منها أن ليلة ثلاث من وفاة الميت نقرأ قرآن، ويحضر الناس بكثرة في هذه الليلة، وقد قيل لنا: إن هذا العمل بدعة، فأخذنا أسلوب غيره، فإذا جاءت هذه الليلة ندعو للميت بالمغفرة والرحمة لكي ينفض هذا الموقف، فهل هذا الفعل يجوز من الدعاء للميت؟ وإذا كان العكس فبم تنصحونا وفقكم الله في إقناع الحضور إنهاء التعزية، أرشدونا أرشدكم الله؟ play max volume
الجواب: الاجتماع لأهل الميت في الليلة الثالثة من الموت لقراءة القرآن أو للدعاء أو لصنع وليمة كل هذا بدعة لا أصل له، وإنما يعزون، يزورهم الناس في أي وقت، كان في يوم الموت أو في الثاني أو في الثالث أو الرابع، ما في حد محدود، يزورهم الناس في أوقات مناسبة يعزونهم هذا لا بأس به، التعزية مستحبة، أما أنهم يصنعون لهذا شيء من طعام أو قراءة قرآن يعتاد أو ما أشبه ذلك، هذا كله بدعة حتى جلوسهم مع الناس للدعاء للميت والاستغفار له كذلك بدعة، ولكن هذا الوقت يتركونه، يعني: يحلون هذه العادة ويزيلونها بترك الجلوس في هذا الوقت حتى من أرادهم يجدهم في أوقات أخرى، وبهذا تنتهي هذه العادة السيئة في اليوم الثالث، لا يجلسون في اليوم الثالث لا لقراءة ولا للدعاء للميت والاستغفار ولا لغير هذا، بل يدعون هذه العادة بالكلية، ويمكن أن يجدهم المعزون في أوقات أخرى، في اليوم الأول واليوم الثاني واليوم الرابع، حتى لا تبقى هذه العادة السيئة. نعم.
وهكذا ما يفعل بعض الناس من صنع ولائم في اليوم السابع أو في الأربعين بعد الموت، كل هذه بدع، فأي ترتيب يقع من مأتم للميت في اليوم الثالث أو رابع أو عاشر أو أربعين أو غير ذلك أو شيء غير هذا بحيث يجتمعون لطعام أو قراءة قرآن أو ذبائح أو ولائم كله بدعة، كل هذا بدع، كل هذه المآتم بدع، يجب الحذر منها ولا يجب فعلها.
وهكذا ما تفعله الشيعة في يوم العاشر من محرم بدعة، من النعي على الحسين ، وما يفعلونه هناك كله من البدع التي نسأل الله أن يهديهم حتى يتركوها، نسأل الله لنا ولهم الهداية؛ لأن هذا شيء لا أصل له، فلا ينبغي لأهل الإسلام أن يفعلوا ذلك أبداً، لا مع كبير ولا مع صغير ولا مع شريف ولا مع وضيع؛ لأن الرسول ﷺ سيد ولد آدم ، ولما توفي ﷺ ما اجتمع الناس بعد وفاته في اليوم الثالث ولا في العاشر وجعلوا وليمة أو قراءة قرآن، وهكذا الصديق لما مات ما اجتمع الناس لصنع طعام أو قراءة قرآن، وهكذا عمر لما قتل، وهكذا عثمان ، وهكذا علي رابع الخلفاء الراشدين، وهكذا بقية العشرة، وهكذا بقية الصحابة، وهم السادة وهم القدوة، فلو كان هذا شيئاً مستحباً طيباً لفعلوه.. ولاقتدى بهم الناس.
فالحاصل أن هذا الشيء لا يجوز بل هو من البدع التي يجب تركها على أهل السنة وعلى الشيعة جميعاً، يجب على الجميع ترك هذا البدع، وأن يراقبوا الله في ذلك، وأن يتأسوا بنبيهم ﷺ وبخلفائه الراشدين الأربعة: الصديق وعمر وعثمان وعلي ، فإنهم هم خيرة الناس، وهم أفضل الناس بعد نبي الله وبعد الأنبياء، وهم القدوة، رزق الله الجميع الهداية.
المقدم: أحسنتم.