عنوان الفتوى : مات عن زوجة وبنتين
ما حكم الشرع في توزيع ميراث أخ مات بالخارج عن زوجة، وبنتين، وجميعهم يحملون جنسية الدولة الأجنبية؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا لم يترك الميت من الورثة إلا من ذكر، فإن لزوجته الثمن ـ فرضاً ـ لوجود الفرع الوارث، قال الله تعالى: فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ {النساء:12}.
ولابنتيه الثلثان ـ فرضاً ـ لما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أعطى ابنتي سعد بن الربيع الثلثين. والحديث رواه أحمد، والترمذي، وأبو داود.
قال ابن المنذر: وأجمعوا على أن للأنثيين من البنات الثلثين. انتهى.
والباقي يرد على البنتين.
ثم إننا ننبه السائل الكريم إلى أن أمر التركات أمر خطير جداً، وشائك للغاية، وبالتالي، فلا يمكن الاكتفاء فيه، ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها مفت طبقاً لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية، كي تنظر فيها وتحقق، فقد يكون هناك وارث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا، أو ديون، أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي ـ إذاً ـ قسم التركة دون مراجعة المحاكم الشرعية ـ إذا كانت موجودة ـ تحقيقاً لمصالح الأحياء، والأموات.
والله أعلم.