عنوان الفتوى : المبادرة بصلاة السنة أثناء الأذان وترك إجابة المؤذن
للأسف أنا عبد كثير المعاصي، ولست مواظبا على السنن، ولكنني أحاول -بفضل الله- أن آتي ما استطعت عساه يطفئ غضب الرحمن علي، إن أتيت المسجد فلا يتسع الوقت لصلاة السنة قبل الصلاة، ولذا، أصليها في بيتي -بفضل الله- وهناك رجل متعِب في أذانه، وإقامته، يخيل إليه أن صوته جميل، فيطيل الأذان، مما يتعب الناس. ولو كررت الأذان مرتين فستسبقه مما يقلل وقت السنة، ومع أنه يطيل الأذان فهو يعجل الإقامة، كي يؤم الناس، على كراهتهم لذلك، فلا يكفي الوقت لركعة واحدة من السنة -لا في البيت، ولا في المسجد- أحب أن أردد الأذان، ثم أصلي السنة، وأخشى تفويت السنة، لما يلحقني من هذا الرجل، فهل تجوز الصلاة حين أسمعه يؤذن؟ وأيهما أكثر ثوابا: أن أضيع السنة كي أردد الأذان؟ أم أصلي السنة، وأترك ترديد الأذان في هذه الحالة خصوصا؟
أفيدونا أفادكم الله.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإجابة المؤذن سنة عند جمهور العلماء، وذهب الحنفية، وأهل الظاهر، وابن وهب من المالكية إلى وجوبها، فأبقوا الأمر الذي في حديث الشيخين: إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن. على ظاهره، وبالتالي، فلا ينبغي لمن سمع النداء إلا أن يقول مثل ما يقوله المؤذن، ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم يسأل الله له الوسيلة، كما جاءت بذلك السنة، ثم بعد ذلك يصلي السنة، هذا هو الأفضل.
جاء في المغني لابن قدامة: قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يسأل عن الرجل يقوم حين يسمع المؤذن مبادرا يركع؟ فقال: يستحب أن يكون ركوعه بعدما يفرغ المؤذن، أو يقرب من الفراغ؛ لأنه يقال: إن الشيطان ينفر حين يسمع الأذان، فلا ينبغي أن يبادر بالقيام، وإن دخل المسجد فسمع المؤذن استحب له انتظاره ليفرغ، ويقول مثل ما يقول جمعا بين الفضيلتين، وإن لم يقل كقوله وافتتح الصلاة، فلا بأس، نص عليه أحمد. اهـ.
وبهذا تعلم أن الأولى ترك ابتداء الصلاة أثناء الأذان، وإن فعلته فلا إثم عليك، ويمكنك أن تنصح المؤذن بعدم التمطيط والإطالة في الأذان، أو تخبر من يتولى نصحه ممن يرجى سماعه وقبوله منه.
ولمزيد من الفائدة انظر الفتويين: 151091.
والله أعلم.