عنوان الفتوى : ترك الأم نصح ابنتها مع إخفاء ما تفعله من محرمات عن والدها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل تأثم الأم إذا علمت أن ابنتها تكذب، وتتحدث مع شاب، ولم تنصحها؟
وإذا ساعدت ابنتها على إخفاء الأمر عن والدها وأشقائها، فهل عليها ذنب؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا علمت الأمّ أن ابنتها تكذب، وتتحدث مع شاب أجنبي، فأهملتها ولم تنهها عن المنكر، ولم تأمرها بالمعروف؛ فهي آثمة، قال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم: 6].

جاء في تفسير الطبري -رحمه الله-: عن قتادة (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) قال: يقيهم أن يأمرهم بطاعة الله، وينهاهم عن معصيته، وأن يقوم عليهم بأمر الله يأمرهم به ويساعدهم عليه، فإذا رأيت لله معصية ردعتهم عنها، وزجرتهم عنها. انتهى.

وقال السعدي -رحمه الله-: أي: أولادكم - يا معشر الوالِدِين- عندكم ودائع قد وصاكم الله عليهم. لتقوموا بمصالحهم الدينية والدنيوية، فتعلمونهم وتؤدبونهم وتكفونهم عن المفاسد، وتأمرونهم بطاعة الله وملازمة التقوى على الدوام، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ.

فالأولاد عند والديهم موصى بهم، فإما أن يقوموا بتلك الوصية، وإما أن يضيعوها فيستحقوا بذلك الوعيد والعقاب. انتهى.

وإذا قامت الأمّ بواجب النصيحة لبنتها؛ فإخفاؤها معصية البنت عن والدها وإخوتها وغيرهم؛ هو الصواب؛ فالستر على المسلم العاصي مطلوب شرعا، إلا إذا ترتب عليه مفسدة، كما لو كانت البنت لن يردعها عن المنكر إلا إخبار أبيها، ففي هذه الحال يكون الصواب إخباره.

وراجعي الفتويين: 433567 ، 167735

والله أعلم.