عنوان الفتوى : حكم مصادقة تارك الصلاة
جزاكم الله خيراً على ما تفعلونه، ويجعله الله في موازين أعمالكم لدي شخص أعرفه دائماً ما يأتي إلي بيتنا ويجلس معي وأخرج معه لكنه متهاون في الصلاة وأحياناً كثيرة لا يصلي حتى إني لا أراه في المسجد ودائماً أنصحه لكنه لا يستجيب ماذا أفعل معه، هل أقطع علاقتي معه ولا أدخله بيتنا أم استمر في نصيحته لعل الله أن يهديه حتى إنه في بعض من الأحيان يأخذ نصيحتي له بالمزاح وعدم المبالاة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك مواصلة نصح صديقك هذا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم.
فلعل الله تعالى أن يجعل هدايته على يديك فيكون ذلك في ميزان حسناتك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحداً خير لك من حمر النعم. متفق عليه.
فإن تبين لك عدم إفادة النصح فاهجره تأديباً له، فإن لم يفد ذلك فلا خير لك في صحبته، بل عليك أن تبتعد عن صحبته ومجالسته لما يترتب على مخالطة جليس السوء من مخاطر وأضرار على دين جليسه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد، لا يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه أو تجد ريحه، وكير الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحاً خبيثة. متفق عليه، وهذا لفظ للبخاري.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي. رواه الترمذي وأبو داود وغيرهما وحسنه الألباني.
وحول خطورة ترك الصلاة راجع فيها الفتوى رقم: 35039.
والله أعلم.