عنوان الفتوى : تارك الصلاة مُعرِض عن ذكر الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لدى صديق لا يصلي وأريد أن أنصحه بالصلاة مع العلم بأنه لا ينكر وجوبها ولكنه لا يصلي ويقول أنه لا يستطيع أن يخدع الله إما أن يصلي ويترك كل المنكرات من سماع الأشرطة والنظر إلى المحرم والتدخين والغيبة والنميمة أو أنه لا يصلى وبما أنه يحب أن يكون من المدخنين والذين يتفرجون على التلفزيون أطلب منكم إرسال كلمات حتى يقرأها فتؤثر فيه فقدموا له النصيحة وأكون شاكراً لو بعثتم لي بما تنصحون به صديقي فربما تكون هدايته على أيديكم وجزاكم الله عنا كل الخير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فاعلم وليعلم صديقك أن تارك الصلاة الذي لا ينكر وجوبها قد اختلف أهل العلم فيه، فمنهم من رأى كفره؛ لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الصريحة في تكفيره، فقد روى الترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد من حديث بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر. ومن العلماء من يرى أنه يقتل حدًّا لا كفرًا، ولا خلاف بينهم في كفر من ينكر وجوبها. وانظر كل ذلك في الفتوى رقم: 6061. واعلم أن تارك الصلاة مُعرِض عن ذكر الله تعالى، وقد توعد الله فاعل ذلك بضيق العيش، ثم يحشر يوم القيامة أعمى والعياذ بالله. قال تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى[طـه:124]. وإذا واصل صديقك فعل المنكرات من سماع الأشرطة التي لا تباح والنظر إلى المحرامات والتدخين والغيبة والنميمة، مع ترك الصلاة فكيف سيلقى ربه تعالى يوم القيامة؟ وقد وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الكلام سيكون مع الله مباشرة، قال: ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه... متفق عليه عن عدي بن حاتم. ثم إذا لم تكن لصديقك القدرة على تحمل دقيقة واحدة من نار الدنيا، فكيف به إذا لبث أحقابًا في نار وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: إن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة لرجل يوضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه، ما يرى أن أحد أشد منه عذابًا، وإنه لأهونهم عذاباً متفق عليه من حديث النعمان بن بشير. والله أعلم.