عنوان الفتوى : جواز الانتفاع بالطعام الذي يتركه صاحبه رغبة عنه
أسكن في سكن طالبات. هل يجوز لي إن رأيت طعاما للمشتركات معي في السكن أن آكله، فأنا أعلم جيدا أنهن تاركات له وغير مهتمات به، وسينتهي بهذا الطعام المطاف إلى أن يتعفن ويرمى في الزبالة. وقد رأيت هذا كثيرا.
تفكيري بأن آكله أنا لحرمة ترك نعمة الله حتى تتعفن هكذا، لكن أحرج أن أطلب منهن ذلك.
فهل يجوز لي أن آكله من دون علم أحد؟
أو ذلك سيعتبر سرقة!؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالطعام الذي تركته صاحبته رغبة عنه، بمعنى أنها لا تريده. يجوز لك أخذه، والانتفاع به دون إذن.
قال ابن قدامة -رحمه الله- في الكافي: ومن سبق إلى مباح كالسنبل الذي ينتثر من الحصادين، وثمر الشجر المباح، والبلح، وما ينبذه الناس رغبة عنه، فهو أحق به. انتهى.
وقال البهوتي -رحمه الله- في كشاف القناع: وما ينبذه الناس رغبة عنه، كعظم به شيء من لحم، رغب عنه. انتهى.
أمّا إذا لم تعلمي أنّ صاحبة الطعام تركته رغبة عنه؛ فلا يجوز لك أخذه دون إذنها.
والله أعلم.