عنوان الفتوى : من المآخذ على الأشاعرة.
ما المآخذ التي يأخذها مذهب أهل السنة على الأشاعرة في العقيدة؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، في الواقع الأشاعرة من أهل السنة والجماعة، بل إن الكثيرين من علمائنا يرون أن الأشاعرة والماتريدية هما جناحا أهل السنة، وإن كانت هناك بعض المذاهب التي تأخذ على المذهب الأشعري، أنه في بعض المسائل القليلة جدًا قد خرج على ما جاءت به السنة في بعض العقائد؛ لأن الأشاعرة أخذوا بالرأي الذي يرى أن الحديث عن الله توقيفي، ويجوز أن يكون تأليفيًا كذلك، بمعنى أننا يجوز لنا أن نصف الله بغير ما وصف به نفسه، شريطة ألا يتعارض هذا مع الجلال والكمال لله.
وعلى سبيل المثال ذكر الأشاعرة القدم من الصفات السلبية لله، ولم يرد في القرآن الكريم وصف الله بالقدم، وإنما ورد وصف الله بالأول فقال تعالى: “هو الأول والآخر والظاهر والباطن”، لكن الأشاعرة يقسمون القدم إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول، قدم زمان، وهو ما يحدثنا عن الأزمان القديمة من عمر الحياة مثل العصر الحجري القديم، وهذا لا يصلح أن يكون صفة لله.
القسم الثاني: القدم الإضافي، كقدم الأب بإضافة ابنه إليه، وهذا لا يصلح كذلك أن يكون صفة لله.
أما القسم الثالث: وهو القدم الذاتي وهو ما يعني عدم أولية الوجود، أي أن الله سبحانه وتعالى موجود لم يسبق وجوده عدم، وهذا يعادل كلمة الأول تمامًا التي ذكرها القرآن الكريم.