عنوان الفتوى : الكذب في الرؤيا من أجل تصبير الأم الحزينة لفقد ولدها
توفي أخي أمس، وأمي امرأة كبيرة، ومتعبة. وكانت تبكي، ولم ترحم نفسها. فمن باب أني أحاول أن أخفف عنها، وأهدئ قلبها، قلت لها إني رأيت أن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأبا بكر الصديق، أتياني وأخذا أخي معهما. وهذا حدث، ولكن لم يأخذا أخي، ولكني قلت لها أخي؛ لكي أخفف عنها، وأبشرها عنه خيرا.
فما حكم الشرع في هذا؟ وإذا كانت هناك كفارة، فما هي؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فرحم الله أخاك رحمة واسعة، وما فعلته من الكذب المحرم، بل هو من أَفْرى الفِرَى، كما في الحديث: إن من أَفْرَى الِفرَى أن يُري الرجل عينيه في المنام ما لم تريا. رواه أحمد وصححه الألباني.
وطريق تصبير أمك له وسائل غير هذا الكذب المقيت، فتذكرها بمثوبة الصابرين، وما أعده الله لهم من الأجر.
وتذكرها بأن الجزع لا يرد فائتًا، ولا يعيد غائبًا، وتقص عليها من قصص الصابرين وأخبارهم ما تتسلى به، وتعزيها بالمصاب الأكبر، وهو مصابنا بموت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وعليك الآن أن تتوب إلى الله -تعالى- مما اقترفت من الكذب، ولا تعود لمثله. ولا كفارة عليك، ولا يجب عليك شيء سوى التوبة.
والله أعلم.