عنوان الفتوى : أولى العلوم وأفضلها وأقربها إلى الله
هل فضل العالم في الكيمياء والفيزياء وغيرها من العلوم الأخرى كفضل عالم الدين والفقه في الدنيا والآخرة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في أن تعلم كل علم ينتفع به المسلم في نفسه أو ينفع به المسلمين أجراً كبيراً وخيراً كثيراً، ولو لم يكن من العلوم الدينية المحضة، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: طلب العلم فريضة على كل مسلم، وإن طالب العلم يستغفر له كل شيء، حتى الحيتان في البحر. صححه الألباني في صحيح الجامع، ولقوله صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: .... وذكر منها علم ينتفع به.... الحديث وهو في صحيح مسلم.
فدل عموم هذين الحديثين وما جاء في معناهما على أن كل علم مباح يفيد الإنسان في نفسه أو يفيد المسلمين من ورائه، فهو مرغب في تعلمه، مأجور عليه إن شاء الله تعالى.
هذا فيما يتعلق بفضل العلوم التي ذكرت كالفيزياء والكيمياء ونحوهما.
وأما عن كون العالم بهذه العلوم له نفس الفضل الذي للعالم الشرعي فهذا أمر مستبعد جداً، فالعلوم الشرعية متفاضلة فيما بينها، قال محمد بن مفلح في الآداب الشرعية: أفضل العلوم عند الجمهور بعد معرفة أصل الدين وعلم اليقين معرفة الفقه والأحكام الفاصلة بين الحلال والحرام.
والعلوم الشرعية أفضل العلوم على الإطلاق، ففي رسالة ابن أبي زيد القيرواني: وأولى العلوم وأفضلها وأقربها إلى الله علم دينه وشرائعه مما أمر به ونهى عنه، ودعا إليه وحض عليه في كتابه، وعلى لسان نبيه، والتفقه في ذلك والتفهم فيه والتهمم برعايته والعمل به...
وهذا الفضل المذكور هو بالنسبة للدنيا والآخرة، لأن شرف المرء في الدنيا إنما يستمده من شرفه في الآخرة.
والله أعلم.