عنوان الفتوى : هل من الصواب عمل الفتاة التي ما زالت تدرس؟
أنا طالبة جامعية، في شعبة هندسية، وفي آخر سنة لي، ومتأخرة بعض الشيء في الامتحانات، وهذا الأمر يقلقني، ويولد لي توترا -والحمد لله -ربي من علي بشغل، وأنا محتاجة إليه، وليس الدافع الجانب المالي، بل الدافع الأكبر هو أخذ خبرة، والاحتكاك مع الجانب المهني، والتعرف عليه، والدافع الآخر هو معرفة أي شعبة أو مسار مهني يوافقني -لأن مجال دراستي هو هندسة علوم الحاسوب، وهذا المجال كباقي المجالات بحر واسع، وتخصصاته كثيرةـ ونيتي بعد التخرج إكمال دراستي الماستر... -أنا إنسانة تحب العلم، وهمتي عالية رغم بعض الصعوبات والإحباطات، لكنني أحب طلب العلم- لذلك وافقت على هذا الشغل، لأنني أريد أن أوازي بين الخبرة المهنية، والخبرة الأكاديمية..... وقد استخرت الله تعالى قبل أن آخذ القرار.. وصاحب الشغل يريدني بشدة، والأمور كلها ميسرة معهم، وهم يتفهمون أنني ما زلت أدرس، ويعرفون جيدا نيتي بعد التخرج... ورغم قراري هذا لا أشعر بالراحة، وخائفة أن لا أوفق في الجمع بين العمل والدراسة، رغم أنني مستعدة لأن أضحي بكثير من الأشياء التي تأخذ من وقتي .... والأكثر من هذا أن أمي أراها غير موافقة بتاتا... أريد نصيحة منكم بشيء يحفزني، لأنني أشعر أنني محبطة، وأفكاري ضائعة، ولا أدري هل اتخدت قرارا صائبا أم لا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنذكرك أولا بأن لعمل المرأة ضوابط وشروطا قد بيناها في الفتويين التاليتين: 522، 50352.
فمتى استوفيت الشروط جاز لك العمل، وحيث كان العمل مباحا، فما دمت قد استخرت الله تعالى، فاستعيني بمشورة أهل الخبرة، ممن درس نفس تخصصك، ليوصلك ذلك للقرار الصحيح، ثم امضي على بركة الله تعالى، وإذا كانت الدراسة مع العمل أنسب لك، فاستمري في العمل، ولا تترددي، وسيوفقك الله تعالى بالاستعانة به، مع شيء من الاجتهاد في تنظيم الوقت، وإذا رأت أمك اجتهادك في دراستك، وأن عملك لم يحل بينك وبينها، فإنها ستكون راضية بلا شك، لأنها إنما تريد مصلحتك، وإذا رأيت أن العمل سيؤثر سلبا على الدراسة، فالذي ينبغي هو أن تنهي دراستك أولا، ثم تتفرغي لخوض غمار تجربة العمل، ويعينك على اتخاذ القرار الصحيح الاستعانة بالله، ولزوم دعائه، واستشارة ذوي الخبرة في مجالك -كما ذكرنا.
والله أعلم.