الإكثار من قراءة القرآن وإخراج الزكاة في شهر شعبان
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في "لطائف المعارف" (ص135): روينا عن أنس رضي الله عنه أنه قال: كان المسلمون إذا دخل شعبان، انكبوا على المصاحف فقرؤها، وأخرجوا زكاة أموالهم؛ تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان [1].وقال سلمة بن كهيل: كان يُقال شهر شعبان شهر القراء.
وكان حبيب بن أبي ثابت، إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القراء.
وكان عمرو بن قيس الملائي، إذا دخل شعبان، أغل صلى الله عليه وسلم حانوته، وتفرَّغ لقراءة القرآن.
قال الحسن بن سهل: قال شعبان: يا رب جعلتني بين شهرين عظيمين فما لي؟ قال: جعلت فيك قراءة القرآن.
اهـ
قلت: وسب صلى الله عليه وسلم في الفصل قبل هاتين الخصلتين: قول ابن رجب: ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شُرع فيه ما يشُرع في رمضان من الصيام ، وقراءة القرآن؛ ليَحصل التأهُّب لتلقِّي رمضان، وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن.
اهـ
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "الفتح" (13/310): كان المسلمون إذا دخل شعبان، أكبوا على المصاحف، وأخرجوا الزكاة .
اهـ
قلت: وعمل كثيرٍ من المسلمين اليوم، ممن وفقهم الله: إذا صاموا في شهر شعبان، قرؤوا ما تيسر لهم من القرآن، وأنفقوا مما أعطاهم الله، وأقاموا بعضًا من لياليه، والله المسؤول عن توفيقنا إلى الرشد والصواب، وهو أعلم.
تنبيه:
سب صلى الله عليه وسلم في كلام الحافظ ابن رجب: بيان الحكمة من إخراج الزكاة، في شهر شعبان، ويأتي في نهاية الخصال، مزيد بيان، إن شاء الله تعالى، والله أعلم.
[1] ضعفه ابن رجب: في "المصدر السابق" إلا أن استشهاده به وذكره للآثار عَقِبَه تُقَوِّي عمل السلف ومن بعدهم بمدلوله، والله المستعان، وهو أعلم.
_______________________________________
الكاتب:فواز بن علي بن عباس السليماني