عنوان الفتوى : ما يلزم من أفطر رمضان بسبب تعاطي المخدرات
ما هو حكم إفطار رمضان بسبب إدمان المخدرات القوية -الكوكايين-؟ وما هي الخطوات التي يجب اتباعها للتكفير عن الإفطار؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الفطر في نهار رمضان بغير سبب شرعي؛ كبيرة من الكبائر، وإثم عظيم، يحرم الإقدام عليه، لأن تعمد الفطر انتهاك لحرمة هذا الوقت العظيم، ومخالفة لأمر الله، وإذا كان الفطر بسبب المخدرات؛ كان الذنب أعظم، والوزر أكبر؛ لأن تناول المخدرات أمر محرم، ويزداد قبحا إذا وقع في شهر رمضان؛ شهر التوبة والإنابة.
فعلى من تعاطاها أن يتوب إلى الله تعالى؛ بأن يندم على فعله، ويعزم على عدم العودة إليه في رمضان، وفي غيره، ومن تاب، تاب الله عليه، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{المائدة:90}.
وقال سبحانه: قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
فمهما عظم ذنب المرء، فإن رحمة الله أوسع، ومغفرته أعظم، وهو سبحانه يفرح بتوبة عبده، ويحب التوابين، فتب إليه توبة نصوحا: بالإقلاع عن تلك المخدرات، واجتنابها، والندم على ما كان منك من تقصير، وتفريط، وانتهاك للحرمات والعزيمة أن لا تعود إلى ذلك، وأكثر من الاستغفار، والعمل الصالح، واقض الأيام التي أفطرتها من رمضان بسبب المخدرات، أو غيرها.
ولا تلزمك كفارة بسبب ذلك، لأن الكفارة إنما تجب على من أفسد صومه بالجماع فقط، على الراجح، قال النووي في المجموع: إذَا أَفْسَدَ صَوْمَهُ بِغَيْرِ الْجِمَاعِ كَالْأَكْلِ، وَالشُّرْبِ، وَالِاسْتِمْنَاءِ، وَالْمُبَاشَرَاتِ الْمُفْضِيَاتِ إلَى الْإِنْزَالِ، فَلَا كَفَّارَةَ، لِأَنَّ النَّصَّ وَرَدَ فِي الْجِمَاعِ، وَهَذِهِ الْأَشْيَاءُ لَيْسَتْ فِي مَعْنَاهُ، هَذَا هُوَ الْمَذْهَبُ، وَالْمَنْصُوصُ، وَبِهِ قَطَعَ الْجَمَاهِيرُ. اهـ.
والله أعلم.