عنوان الفتوى : الأذان من شعائر الإسلام الظاهرة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة على محمد وآله وصحبه إلى يوم الدين.. وبعد: نحن طلبة مسلمون في بلاد أوروبية، المسجد بعيد عن مكان إقامتنا ونظراً لأهمية صلاة الجماعة، نقوم بالأذان والصلاة في طرقات البيت، لاسيما صلاة الجمعة، ولكن أحياناً نجتمع للصلاة بعد دخول وقت الصلاة بأكثر من ساعة (صلاة الظهر وصلاة العصر)، فهل يجوز لنا أن نؤذن للصلاة أو يجب الاكتفاء بالإقامة، مع العلم أن البعض يقول إن الغاية من الأذان هي جمع المصلين، ويرى البعض الآخر أن الغرض من الأذان الإعلان عن دخول وقت الصلاة، ونحن نخاف الابتداع فأرشدونا يرحمكم الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن عليكم أن تؤذنوا للصلوات التي تجتمعون لأدائها، لأن الأذان شرع لإظهار شعائر الإسلام والإعلام بدخول الوقت والدعاء إلى الجماعة، وهو سنة مؤكدة لكل جماعة لاسيما إذا لم يكن بجوارها مسجد آخر يؤذن فيه لقول النبي صلى الله عليه وسلم لمالك بن الحويرث: إذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكبركم. متفق عليه، قال النووي في شرح صحيح مسلم: ذكر العلماء في حكمة الأذان خمسة أشياء، إظهار شعائر الإسلام وكلمة التوحيد، والإعلام بدخول وقت الصلاة ومكانها، والدعاء إلى الجماعة.
فالأذان بالنسبة لكم مطلوب لاسيما وأنتم في بلد يحتاج المسلمون فيه إلى المحافظة على شعائر الإسلام الظاهرة، والأذان منها كما لا يخفى، قال في المغني: يكره ترك الأذان للصلوات الخمس لأن النبي صلى الله عليه وسلم كانت صلاته بأذان وإقامة والأئمة بعده.
مع أنكم لو صليتم بدون أذان فإن صلاتكم صحيحة باتفاق الفقهاء، قال ابن عبد البر بعدما ساق قول مالك: إنما يجب النداء في مساجد الجماعات التي تجمع فيها للصلاة، فقد اختلف العلماء في هذه المسألة اختلاف استحباب، وما أعلم أحد أفسد صلاة ممن لم يؤذن إذا أقام، بل الصلاة مجزية عند جميعهم إذا صليت بإقامة وكذلك عند الجمهور ولو لم يقيموا وقد أساءوا.
والله أعلم.