عنوان الفتوى : الترتيب في القضاء بين الصلوات هو الأولى
عندي سؤال: كنت مَدْعُوَّة في بيت صديقتي، ووضعت المكياج بعد أن صليت العصر، ثم ذهبت إلى الحمام وانتقض وضوئي، فلم يكن هناك وقت لمسح المكياج ووضعه مرة أخرى؛ فأخَّرت صلاة المغرب والعشاء إلى أن عدت إلى المنزل، فصليتهما من دون جمع (العشاء كاملة، والمغرب كاملة).
فهل هذا يعتبر ذنبا؟ وما حكم هذا الفعل؟ مع العلم أنني تبت عن هذا التأخير، وشعرت بالندم، وأنني لن أفعلها مرة أخرى، واستغفرت كثيرا، لكنني أشعر بتأنيب الضمير إلى اليوم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي مَنَّ عليك بالتوبة، وَحُقَّ لك أن تشعري بالحسرة والندم، فشأن الصلاة عظيم، وتأخيرها عن وقتها بغير عذر من تضييعها، وقد قال تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم:59}.
ووضع المكياج ليس عذرا يبيح ترك الوضوء، وتأخير الصلاة عن وقتها. فكان الواجب عليك عدم تأخير الصلاة لأجل ذلك.
لكن ما دمت قد ندمت، وتبت إلى الله مما فعلت، فالتوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. وكل ابن آدم خَطَّاء، وخير الخطائين التوابون. وقد قال تعالى: قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
وقد ذكرت في السؤال أنك بدأت بالعشاء، ثم صليت المغرب، ولم تُرتِّبي بينهما. وقد كان الأولى أن تبدئي بصلاة المغرب، قبل العشاء؛ لأن الترتيب بين الصلوات واجب، عند جمهور أهل العلم. وذهب الشافعية إلى أنه غير واجب، وقد ملنا إلى ترجيح قولهم في فتاوانا.
وانظري الفتوى: 201472.
والله أعلم.