تفسير سورة الأحزاب للناشئين (الآيات 23 - 43)
مدة
قراءة المادة :
11 دقائق
.
تفسير سورة الأحزاب للناشئين (الآيات 23 - 43)
معاني مفردات الآيات الكريمة من (23) إلى (30) من سورة «الأحزاب»:
﴿ قضى نحبه ﴾: مات شهيدًا، بعد أن أثبت صحة إيمانه.
﴿ ينتظر ﴾: ينتظر الشهادة في سبيل الله.
﴿ وما بدلوا تبديلاً ﴾: وما غيروا عهدهم الذي عاهدوا الله عليه.
﴿ ورَدَّ اللهُ الذين كفروا بغيظهم ﴾: ورد الله الأحزاب الذين تجمعوا على غزو المدينة خائبين خاسرين.
﴿ لم ينالوا خيرًا ﴾: لم يحصلوا نصرًا ولا غنيمة.
﴿ الذين ظاهروهم ﴾: يهود بني قريظة الذين عاونوا الأحزاب.
﴿ من أهل الكتاب ﴾: من اليهود.
﴿ من صياصيهم ﴾: من حصونهم التي كانوا يحتمون بها.
﴿ وأرضًا لم تطؤوها ﴾: وأرضًا أخرى لم تدوسوها بأرجلكم (وهي خيبر) وغيرها.
﴿ زينتها ﴾: متاعها ونعيمها.
﴿ أمتعكن ﴾: أدفع لكُنَّ متعة الطلاق (وهي قدر من المال تستعين به على أمرها).
﴿ وأسرحكن سراحًا جميلاً ﴾: وأطلقكن طلاقًا حسنًا لا ضرار فيه.
﴿ فاحشة مبينة ﴾: معصية ظاهرة القبح.
﴿ يسيرًا ﴾: سهلاً، هينًا.
مضمون الآيات الكريمة من (23) إلى (30) من سورة «الأحزاب»:
1- تبيِّن الآيات صدق المؤمنين في جهاد أعدائهم، وثباتهم، وشجاعتهم، وحبهم للشهادة في سبيل الله، وما أعده الله لهم من جزاء عظيم، وتتوعد المنافقين بالعذاب الشديد.
2- ثم تبيِّن فضل الله في رد الأحزاب مهزومين وكفى الله المؤمنين شر القتال، وعاقب اليهود الذين تعاونوا معهم، ونقضوا عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخانوا خيانة عظمى باتفاقهم مع قريش وغطفان وحلفائهما على إدخالهم المدينة من ناحيتهم، فأنزل الله بهم عقابًا على يد الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، فأنزلهم من حصونهم بعد أن اشتد عليهم الحصار، وقتل رجالهم، وسبيت نساؤهم وأطفالهم، جزاء خيانتهم ونقضهم العهود.
3- ثم تناولت الآيات ألوانًا من السلوك الذي يجب على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، بالتوسعة عليهن في النفقة وخاصة بعد ما وسع الله عليه وعلى المسلمين بالأموال التي أخذت من بني قريظة وغيرهم، فجاءت هذه الآيات تخير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بين متاع الحياة الدنيا ونعيمها الزائل وبين رضوان الله وطاعة رسوله وما أعدَّ لهن في الدار الآخرة من الثواب، وبيَّنت أن نعيم الآخرة أفضل وأبقى من متاع الدنيا الفاني، وأن من تعمل منهن عملاً سيِّئًا تعذب عذابًا شديدًا، ومن تعمل صالحًا يضاعف الله لها الثواب.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (23) إلى (30) من سورة «الأحزاب»:
1- مشروعيَّة الطلاق عند تعسُّر استمرار الحياة الزوجيَّة بشرط عدم الإضرار بالمرأة، وإعطائها كافة حقوقها.
2- بيت النبوَّة الكريم خير البيوت ولذلك تولاَّه الله سبحانه وتعالى بنفسه بالتربية والتعليم والتوجيه.
3- عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم ومكانته عند الله سبحانه وتعالى وعند زوجاته فقد فضلنه على متاع الدنيا ورضين بالحياة معه ولو مع غلظة العيش وضيقه.
معاني مفردات الآيات الكريمة من (31) إلى (35) من سورة «الأحزاب»:
﴿ يقنت منكن ﴾: تواظب على طاعة الله ورسوله.
﴿ نؤتها أجرها مرتين ﴾: نعطها الثواب مضاعفًا.
﴿ وأعتدنا ﴾: وهيَّأنا لها في الجنة.
﴿ لستن كأحد من النساء ﴾: أنتن أفضل وأشرف من غيركن.
﴿ فلا تخضعن بالقول ﴾: لا ترققن القول بصوت يثير شهوات الرجال.
﴿ فيطمع الذي في قلبه مرض ﴾: فيطمع فيكن من في قلبه شهوة وحب محادثة النساء.
﴿ وقلن قولاً معروفًا ﴾: ولكن تكلمن كلامًا جادًّا لا لين فيه ولا خلاعة.
﴿ وقرن في بيوتكن ﴾: وابقين في بيوتكن ولا تخرجن إلا لحاجة ضرورية.
﴿ ولا تبرجن ﴾: ولا تظهرن الزينة الواجب سترها.
﴿ الرجس ﴾: النقص والعيب.
﴿ أهل البيت ﴾: يا أهل بيت النبوة.
﴿ آيات الله والحكمة ﴾: آيات القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
﴿ والقانتين والقانتات ﴾: والعابدين الخاضعين لله والعابدات الخاضعات لله.
مضمون الآيات الكريمة من (31) إلى (35) من سورة «الأحزاب»:
1- بيَّنت الآيات فضل أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن - على بقية نساء المسلمين؛ بما أنزل في بيوتهن من كتاب الله سبحانه وتعالى المشتمل على العلم النافع المنير، ومعاشرتهن لخير البشر صلى الله عليه وسلم والانتفاع بحكمته وبركته؛ لذلك فهن قدوة لجميع النساء، فإن أحسنَّ ضوعف لهنَّ الأجر، وإن أسأن ضوعفت عليهن العقوبة.
2- ثم بيَّن لهنَّ سبحانه وتعالى الطريقة الحميدة في مخاطبة الرجال الأجانب، وذلك بعيدًا عن التكسر والتليين في القول وترقيق الصوت فيه، ثم أمرهن أن يلزمن بيوتهن، ولا يخرُجن إلا لضرورة، فإذا خرجن وجب عليهن التزام الحشمة، كما أمرهن بطاعة الله ورسوله والمحافظة على الصلاة وإيتاء الزكاة.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (31) إلى (35) من سورة «الأحزاب»:
1- ما وجه من الأوامر والنواهي إلى نساء النبي صلى الله عليه وسلم فهو موجه إلى جميع نساء المؤمنين حتمًا.
2- يجب على المرأة إذا تكلمت مع رجل غير زوجها أو غير محارمها أن ترسل القول جادًّا بعيدًا عن اللين والخلاعة والغمز واللمز؛ حتى لا تحرك بذلك شهوته فيسيء إليها أو يعتدي على شرفها.
3- الأفضل للمرأة أن تلزم بيتها، ولا تخرج إلا لضرورة في دينها أو دنياها بشرط أن تحافظ على وقارها وحشمتها.
معاني مفردات الآيات الكريمة من (36) إلى (43) من سورة «الأحزاب»:
﴿ إذا قضى الله ورسوله أمرًا ﴾: إذا حكم الله ورسوله بشيء.
﴿ الخيرة ﴾: الاختيار.
﴿ الذي أنعم الله عليه ﴾: الذي تفضل الله عليه بالإسلام، وهو زيد بن حارثة.
﴿ وأنعمت عليه ﴾: وتفضَّلت يا محمد عليه بالعتق.
﴿ أمسك عليك زوجك ﴾: لا تطلق زوجتك زينب.
﴿ وتخفي في نفسك ما الله مبديه ﴾: وتخفي في نفسك الشيء الذي يظهره الله سبحانه وتعالى وهو أن زيدًا سوف يطلِّق زينب ويتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم .
﴿ وطرا ﴾: حاجة.
أي قضى حاجته منها بطلاقها.
﴿ حرج ﴾: إثم.
﴿ إذا قضوا منهن وطرا ﴾: إذا طلقهن المتبنون بعد انقضاء حاجتهم منهن.
﴿ فيما فرض الله له ﴾: فيما أحل الله له وأمره به.
﴿ سنَّة الله في الذين خلوا من قبل ﴾: شرع الله لك في الدين مثلما شرع لمن سبقك من الأنبياء.
﴿ قدرًا مقدورًا ﴾: قضاءً نافذًا.
﴿ حسيبًا ﴾: محاسبًا على ما يصدر منهم.
﴿ بكرةً وأصيلا ﴾: أول النهار وآخره.
﴿ يصلي عليكم ﴾: يرحمكم.
﴿ وملائكته ﴾: تستغفر لكم ملائكته.
﴿ من الظلمات إلى النور ﴾: من الضلال إلى الهدى.
مضمون الآيات الكريمة من (36) إلى (43) من سورة «الأحزاب»:
1- بيَّنت هذه الآيات الكريمة منزلة النبي صلى الله عليه وسلم من المؤمنين، وفضله عليهم، وأنه رسول الله إليهم، وخاتم النبيين، وليس أبًا حقيقيًّا لأحد منهم؛ ولذلك فهو ليس أبًا لزيد بن حارثة الذي كان يدعى «زيد بن محمد» فأراد الله - تبارك وتعالى - إبطال هذه العادة التي كانت موجودة في الجاهلية، فأعلم رسوله صلى الله عليه وسلم أن يتزوج من «زينب» زوجة زيد الذي كان يتبناه قبل تحريم التبنِّي بعدما يطلقها زيد، وقد كان زيد يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشكو من زوجته «زينب»، ويعلن إليه أنه يريد طلاقها، فيقول له الرسول صلى الله عليه وسلم : «أمسك عليك زوجك» فعاتبه الله سبحانه وتعالى على ذلك، فلما طلقها، فيقول له الرسول صلى الله عليه وسلم : «أمسك عليك زوجك» فعاتبه الله سبحانه وتعالى على ذلك، فلما طلقها زيد وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعده أبطل بذلك عادة ثبتت في الجاهلية، وهو أن (الدعيّ - أي المنسوب إلى غير أبيه - تحرم زوجته على من يتبناه).
2- ونفى الله سبحانه وتعالى أن يكون هناك إثم في أن يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم من أحل الله له زواجها، كما نفى أن يكون أبًا لأحد من المؤمنين، لكن شرفه الذي لا يدانيه شرف أنه رسول الله وخاتم النبيين.
3- ثم طالب الله المؤمنين بأن يذكروه كثيرًا في جميع الأوقات وذكرهم بنعمته سبحانه وتعالى عليهم.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (36) إلى (43) من سورة «الأحزاب»:
1- الرسول صلى الله عليه وسلم بشر كسائر البشر ولكن الله سبحانه وتعالى اصطفاه بالرسالة، وأنزل عليه الوحي، وجعله خاتم الرسل.
2- إبطال عادة التبنِّي التي كانت في الجاهلية وكل ما ترتب عليها من آثار، وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة في ذلك؛ ليتبعه المؤمنون في ذلك.
3- علاقة الرسول صلى الله عليه وسلم بجميع المسلمين هي علاقة النبي بقومه، وليس هو أبًا لأحد منهم.