المبدأ الإلحادي: (إله الفجوات)! - أحمد كمال قاسم
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
إن العلماء القدامى كانوا يرون الظواهر ويُدوِّنونها بدقةٍ ثم يستخرجون صيغة رياضية.. تجمع هذا الشتات من الأرقام في نُسقٍ رياضي واحد.
ثم يضعون نظريات لتمكنهم من توسيع دائرة وصف المعادلات للظواهر على فضاء أكبر من التجارب المحتملة.
وذلك كان يحدث تحت اضطهاد الكنيسة للعلم والعلماء فزاد كرههم للدين عامةً وشعروا بأنه سبب التخلُّف عامة.
وذلك أدَّى إلى تناسيهم أن أصل العلم هو مراقبة تصريف الخالق لكونه واستفادتهم من تلك المراقبة، وكان واضحًا جليًا حينئذ أن من يسير الكون بانتظام هو الله تعالى، ثم ما لبثوا بعد أن تقادمت المعادلات الرياضية أن قدَّسوها، كما قدَّس مشركو قريش الصالحين فجعلوهم أصنامًا تُعبَد من دون الله، فظنوا أن الصيغ الرياضية الصماء -رموز وأرقام!- هي التي تحكم وأنها هي سبب الظواهر وتناسوا أن إرادة الله هي سبب كل الظواهر دُقِّها وجُلِّها وأن هذه الصيغ ما هي إلا وصف لعمل إرادة الله في كونه.
ووهِموا أنه طالما عرفوا سبب ما يحدث، مُتخيِّلين أن المعادلات أصبحت أسبابًا، فسمَّوها قوانينًا! فهم ليسوا بحاجة إلى افتراض أو تصديق ما هو ميتاقيزيقي -يقصدون الله سبحانه- لكي يُفسِّروا به ما يحدث وادَّعوا أن هذا كان يحدث مع الإنسان القديم عندما لا يجد تفسيرًا لأي ظاهرة فإنه يعزو السبب لله وليس لقوانين الطبيعة! مع كون هذا هو الحق ولم يتغيَّر إلا فكرهم السقيم.
وسمَّوا الإله باسم لا يخرج إلا من مجرمين (إله الفجوات) فكل فجوة علمية عند الإنسان المُتخلِّف كان يسدها بفرضية فعل الله، وتنامت عندهم عقيدة أنه كلما تقدَّم العلم واكتشفوا "قوانينًا" أكثر - قلَّ دور الله وانحسر حتى توصلوا الآن بأنهم ليسوا بحاجة إلى فرض وجود مالايرونه أو يقيسونه قي معاملهم ولديهم "تفسير" كل شيء يحدث.
وبهذه المغالطة..
أن القوانين تفسيرات وليست وصفًا لأفعال الله، تمادوا في غيِّهم يعمهون ومن ورائهم كثير ممن انبهروا بفكرهم السقيم المقلوب ممن كانوا مسلمين.
ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله المُستعان على ما يفترون..
الحمد لله على نعمة الإسلام.
والله أعلم.