عنوان الفتوى : هي متدينة وزوجها فاسق
بسم الله الرحمن الرحيم أنا لا أعرف إن كان هذا هو سؤالاً أم ماذا، ولكن أنا حائرة جداً فأنا الآن متزوجة ولكن قصتي هي اختلاف، والقصة من البداية أنني كنت فتاة متدينة كثيراً كثيرا حتى إن والدي كان يخشى علي من ذلك، ولكن قبل أن يتقدم زوجي الآن لخطبتي بحوالي أربعة أشهر تقريباً، تعرفت على دكتور في الجامعة وأحببته حباً جنونياً لا يتخيله أحد، وأنا نفسي لم أكن أتوقع أن أقع في حب رجل أكبر من والدي، كان عمر الدكتور في الستين وأنا كنت في العشرين، ولقد وجدت في هذا الشخص أشياء كثيرة علقتني به في البداية لم يلحظ ولكن مع مرور الوقت عرف أني أحبه وطلب مني الزواج ولكن أمي عارضت، اصبحت أكلمه على الهاتف ثم بالبريد الإلكتروني، لم أكن أريد فراقه أبداً، ولكن مع هذا كنت محافظة على ديني ولم أرتكب أيه شنيعة معه أو مع أي شخص، كان فقط هذه الحادثة في حياتي، ولقد نسيتها مع زوجي ولقد اكتشفت أنها كانت مجرد إعجاب بذكاء الدكتور فقط بدون مشاعر الحب الحقيقية، ولكن الصدمة هي بعد الزواج فلقد اكتشفت أن لزوجي معارف كثيرة من الفاسقات في الفنادق وهذا سبب لي صدمة نفسية حاولت أن أنساها ولكن بدون جدوى فهو لا يصلي أيضاً، وحيرتي تكمن لماذا هذا هو زوجي ولم أرتكب أنا نفس أخطائه، فالطيور على أشكالها تقع، وأنا الآن متزوجة منذ ثلاث سنوات، أريد تفسيراً فأنا متدينة كثيراً وغيورة كثيراً، ولم أرتكب خطأ بمعنى الخطا، أفيدوني أفادكم الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الإجابة على سؤالك نذكرك بالمثل العربي المشهور (على نفسها جنت براقش) حيث كان ينبغي عليك أن تسألي عن الرجل وعن دينه وأخلاقه حتى تتثبتي من ذلك، وليس كبر السن عيباً ولكن العيب هو ما ذكرت من ترك الصلاة وإقامة علاقات مع الفاسقات.
والذي ننصحك به الآن هو أن تذكريه بالله واليوم الآخر وتنهيه عن هذه المنكرات بالرفق واللين وبالتي هي أحسن، ويمكن أن تهدي له بعض الكتيبات والأشرطة التي تتحدث عن هذه المنكرات فإن استجاب فذلك المطلوب، وإن لم يستجب فلا خير لك في العيش مع تارك الصلاة، ومن يقيم علاقات مع الفاسقات فعليك بطلب الطلاق، فإن أبى فارفعي أمرك إلى المحكمة لتقضي في الأمر إما بالطلاق وإما بالخلع.
وأما عن كون المرأة متدينة وزوجها ليس كذلك فهذا كثير جداً، وقد يبتلي الله المرأة الصالحة بذلك لينظر ماذا تصنع وليمحصها ويعلم صدقها، وما قصة آسيا بنت مزاحم امرأة فرعون عنا ببعيد فقد كانت أسيا من أصلح نساء العالمين وكان فرعون من أكفر رجال العالمين.
نسأل الله أن يصلح أحوال الجميع وأن يختار لنا ولك ما فيه الخير، ونريد أن ننبه السائلة وغيرها إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تقيم علاقات مع رجال أجانب عبر الهاتف أو الإنترنت أو غير ذلك، لأن ذلك من خطوات الشيطان إلى الحرام.
والله أعلم.