عنوان الفتوى : الدعوة تحتاج إلى صبر ومصابرة وأمل
أنا معلمة وللأسف أرى كل يوم أمام عيني ما لا تطيقه من تصرفات الطالبات من تبرج وأمور مخلة بالدين وكلما أحاول النصح 99./. يسخرن مني ولم يعد يشغل الطالبة سوى المسلسلات والأفلام والبرامج المخلة بالدين والاستخدام الخاطئ للإنترنت طبيعة عملي فيها احتكاك مباشر بالطالبات ولكن للأسف كلما أتحدث مع أي طالبة بخصوص أمر معين مثل النمص تقول كيف أقتنع وأمي تعمل كذلك وأنا والله حائرة في أمري أفكر كثيراً بترك المدرسة من كثرة الضغوط النفسية التي أواجهها بسبب هذا الموضوع أرجو الإفادة في هذا الموضوع .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته في سؤالك هو واقع كثير من الفتيات للأسف الشديد، ولكن أيضا هناك فتيات خيرات وصالحات، ويكثرن ولله الحمد، وعلى الفتاة التي منَّ الله عليها بالهداية أن تكون داعية لأخواتها، سواء كانت في المدرسة أو العمل أو غير ذلك، وتستعين بغيرها في ذلك، ولا تضعف وتيأس، فالدعوة تحتاج إلى صبر ومصابرة، فنوح عليه السلام مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعو قومه، كما قال الله تعالى عنه: [قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائي إِلَّا فِرَاراً * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً] (نوح:5-9).
واعلمي أن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فرب كلمة تهديها لفتاة تؤثر في نفسها وتكون سببا لهدايتها عاجلا أو آجلا، ولذا، فإننا نوصيك بالصبر والدعوة وتذكير أولئك الفتيات بالعفاف والحياء والطهر وعدم تقليد أمهاتهن أو قريباتهن في المنكر، فقد أهلك الله قوما بسبب تقليدهم لآبائهم في الباطل.
قال الله تعالى: [قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ * فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ] (الزخرف:24-25).
والله أعلم.