عنوان الفتوى : لقيتها امرأة فتكهنت أنها معمول لها عمل فماذا تصنع؟
بسم الله الرحمن الرحيم.. أما بعد .. الصلاة و السلام على نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .. أما بعد .. لدي أمر آخر وأريد من سيادتكم الفاضلة التكرم .. في الإجابة إن أمكن .. بسم الله الرحمن الرحيم .. منذ اشهر .. كنت ذاهبة إلى السوق مع أهلي.. فاستوقفتنا امرأة .. لا نعرف عنها شيئا... أتت إلي و قالت " أنت تعانين من مشاكل من مدة ثلاث سنوات.. وكان يأتيك النصيب .. و لكن هنالك امرأة و ابنتها قد قامتا بعمل .. سحر.. بحيث يهربون الرجال منك .. رغم أنك مرغوبة و محبوبة لدى الرجال... إن أردت أن أفك السحر عنك .. ماذا تعطين لوجه الله؟!".. هنا لم أفهم أنها كانت تريد المال.. كنت أعتقد أنه لوجه الله .. لله فقط.. و ليس للناس... لذا قلت لها "صيامي"... ثم أعادت علي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته لك هذه المرأة هو نوع من الكهانة وادعاء علم الغيب، فلا يجوز لك تصديقها فيما أخبرت به أو بناء شيء من الأحكام على الناس بسببه، روى أحمد في مسنده عن أبي هريرة والحسن رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم"، بل لا يجوز لك الذهاب إليها، ولو لمجرد السؤال، روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنه عليه الصلاة والسلام قال: من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين يوما. وعلمها بأسماء بعض الأفراد من العائلة، إما أن يكون قد تم على سبيل الاحتيال بمعرفة ذلك من بعض عملائها، أو باستخدام الجن، وقد سبق أن بينا أن تأخر الزواج لا يلزم أن يكون بسبب السحر، وراجعي الفتوى رقم: 13597، ثم إنه لو ثبت أن هنالك نوعا من السحر، فقد جعل الله عز وجل لذلك دواء، راجعيه في الفتوى رقم: 1858، والفتوى رقم: 14231.
وبخصوص الصيام، فإنه لا يلزمك، لأنك علقت ذلك بحصول أمر، وهو لم يتحقق، بل إن أمر إصابتك بالسحر غير مؤكد أصلا، والنذر إذا علق على شيء فلا يجب الوفاء به حتى يقع ما علق عليه، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 17463.
والله أعلم.