عنوان الفتوى : المجاورة لا تسلتزم التنجس
الحقيقة أنه قد حدث لي أمر هذا اليوم وقد ضاق صدري لما حدث لي وأريد أن أسأل عنه: اشتريت اليوم مجموعة ملابس جديدة وهي مجوعة قمصان وحذاء . وطبعاً لأن الملابس جديدة فإنها مغلفة في أكياس نايلون. ثم استأجرت سيارة ووضعت الملابس التي اشتريتها على المقاعد الخلفية للسيارة.وبعد فترة فصيرة تذكرت بأنني قد شاهدت (قبل مدة حوالي شهر ونصف) سيارة من نفس ماركة السيارة التي كنت قد استأجرتها ووضعت ملابسي الجديدة فيها. وتذكرت أن السيارة التي شاهدتها في ذلك الوقت كان شخص استـأجرها ووضع على المقاعد الخلفية لها صناديق وعلب تحوي الخمر والعياذ بالله . وإني أشك في أنني قد ركبت نفس السيارة وربما حتى السائق يشبه سائق تلك السيارةالتي كانت تنقل علب وصناديق الخمر على المقاعد الخلفية للسيارة وهو نفس المكن الذي وضعت فيه ملابسي الجديدة في السيارة التي استأجرتها ولا أدري بالضبط إذا كانت هي نفس السيارة أم لا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكان الواجب عليك عند رؤية صناديق الخمر هو أن تنهى ذلك الرجل عن المنكر، وتذكره بالله واليوم الآخر، وبما أعده الله لشارب الخمر والمعين عليها في الدنيا والآخرة، أما عن الملابس التي وضعتها في المكان المذكور فإنها طاهرة، وذلك للأمور التالية:
أولاً: أن السيارة التي وضعت الملابس بها يحتمل أن تكون هي التي رأيت بها الخمر، ويحتمل ألا تكون هي، والنجاسة حكم شرعي لا يصار إليه إلا بيقين أو غلبة ظن.
ثانياً: أنه لو فرض أنك على يقين أنها نفس السيارة فإن المحل قد جف لأن الفارق الزمني هو أكثر من شهر كما ذكرت، والقاعدة تقول: جاف على جاف طاهر بلا خلاف.
ثالثاً: أنه لو فرض أن المحل فيه رطوبة فإن ملابسك في أكياس نايلون مما يمنع وصول النجاسة إليها.
ثم لو فرض أن الملابس قد تنجست بالخمر فعلاً فإنها تطهر بغسلها حتى تزول النجاسة، فلا داعي لهذا الشك والقلق.
والله أعلم.