عنوان الفتوى : كيفية السير في طريق العلم بقوة وثبات
كيف يسير الإنسان في طريق الله بقوة وثبات؟
أنا ما زلت في العشرين، ولا أحفظ القرآن، ولا أحفظ شيئا من السنة النبوية، ولست كثير العبادة، ولا أريد أن أظل على هذه الحالة حتى أكبر. ألوم نفسي، ولا ينفعني لومي؛ لأني ضيعت شبابي. مع العلم أني لست إنسانا كسولا، ولكن ورائي عملا ودراسة.
وأيضا أمي تحتاجني في أشياء، وأيضا أفعل لنفسي أوقات راحة، فالوقت ليس متوفرا لدي، ولكني متأكد أني أستطيع أن أحفظ القرآن، وإن لم يكن هناك وقت كثير معي.
أفيدوني بأشياء تجعل لي بركة في الوقت، وأن أدير وقتي بطرق حسنة، وأن أحقق أحلامي، وإن لم يكن هناك الكثير من الوقت.
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنحن نجيب على سؤالك الأول، فنقول: اعلم أن وظيفة المسلم التي لأجلها خلق هي: عبادة الله وحده، لا شريك له.
فعليك أن تجتهد في صرف أوقاتك في مراضي الله -جل اسمه- وعليك أن تستعين على ذلك بوضع جدول صارم تنظم به حياتك بحيث لا يتسرب وقتك سبهللا، وتستغل جميع أوقات فراغك في العلم النافع والعمل الصالح.
وعليك أن تبدأ بتعلم ما يجب عليك تعلمه، مما هو مبين في الفتوى: 170405، ثم تتدرج بعد ذلك في العلوم شيئا فشيئا.
ويكون ذلك بملازمة شيخ ثقة في الموضع الذي تقيم به، أو بمتابعة الدورات العلمية والتسجيلات الصوتية للعلماء الثقات عبر الإنترنت.
وعليك أن تنوي الخير، وتحتسب في جميع ما تفعله مما يتعلق ببر والدتك؛ فإن ثوابه عظيم جدا، واصحب الصالحين وتجنب صحبة البطالين، وتجنب إضاعة وقتك في توافه الأمور، فضلا عن المخالفات والمعاصي.
ولمعرفة بعض آثار المعاصي، اقرأ كتاب: الداء والدواء للعلامة ابن القيم رحمه الله.
والله أعلم.