عنوان الفتوى : أنواع البلاء وأسبابه
بسم الله الرحمن الرحيمكيف يعرف المسلم أن ضيق العيش ابتلاء من الله للمؤمن أم غضب عليه؟ جزاكم الله كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله تعالى يبتلي عباده بما شاء من أنواع البلاء، قال الله تعالى: وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء:35]، وقال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة:155].
والبلاء تارة يكون لمحو السيئات، كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من هم ولا حزن ولا وصب ولا نصب ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. رواه مسلم.
ويكون لرفع الدرجات كما هو الحال في ابتلاء الله لأنبيائه، كما في الحديث الشريف: أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل... فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة. رواه البخاري.
ويكون تارة لتمييز المؤمنين عن المنافقين، قال الله تعالى: وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ [العنكبوت:3].
ويكون عقابا للمؤمن على بعض ما ارتكبه من الذنوب، روى ابن ماجه وأحمد من حديث ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل ليحرم الرزق بخطيئة يعملها.
فالمسلم الحاذق الفطن الذي سخر نفسه لطاعة الله يمكن أن يدرك سبب ما يصيبه من البلاء، لأنه إما أن يأتيه بعد اقتراف شيء مما نهى الله عنه، أو تفريط فيما أمر به، أولا يكون له سبب من ذلك فهو إذاً لرفع درجاته. وأما المنغمسون في المعاصي، دون توبة فإن الله قد يعجل لهم العقوبة في الدنيا غضبا عليهم وسخطا، ثم إذا ماتوا على المعصية كانوا في مشيئته يعاقبهم أو يعفو عنهم.
والله أعلم.