عنوان الفتوى : حائر بين إرجاع مطلقته أو إتمام الزواج من خطيبته أو الفسخ

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أنا رجل مطلق منذ سنتين ونصف، وعمري في بداية الأربعينيات، متوسط الحال، ولي من طليقتي ابنتان عمر عشر سنوات، وست سنوات.
تزوجت طليقتي من رجل آخر منذ عشرة أشهر، وأقامت هي وزوجها مع بناتي، مما دفعني لإقامة دعوى نزع حضانة الأطفال منها، وقد قمت بتجهيز مسكن لابنتيَّ، وقمت بالخطبة من ثمانية أشهر لكي أتزوج، وأجد من يعينني في تربية بناتي، وبعد قيامي بالخطبة بشهرين طُلقت طليقتي من زوجها الآخر، فشعرت بالخوف على ابنتيَّ كوني لن أحتفظ بهما بعد طلاقها، وأنهما سوف تظلان مع أمهما بدون وجودي معهما بشكل مستمر ومنتظم، وطلبت طليقتي الرجوع لي للحفاظ على ابنتينا، وتربيتهما بين أب وأمّ، وتدهور حال طليقتي صحيا واجتماعيا، بحيث لا يوجد رجل لديها يساعدها لله بدون مصلحة، وهي تترجاني بشكل به ذل كي أعيدها، وتقول إنها ليس لها من البشر سواي.
مع العلم أنها امرأة ثرية، ولكن أهلها سواء الأب أو الأم يريدون أن يجردوها من مالها بدون وجه حق، وقد كنت أنا من يقف في وجوههم، وفي نفس الوقت خطيبتي فتاة في منتصف العقد الرابع من العمر، أبوها وأمها متوفيان، وهي طيبة، وفقيرة، وتسكن مع أخيها في شقة إيجار لأبيها وأمها، وتركت هذه الشقة لأخيها ليتزوج بها بعد أن قمت بخطبتها، وتكفلت بجزء كبير من التزاماتها للزواج دون علم أهلها، ومع ضغط طليقتي للرجوع، وإشفاقي على حالها، وخوفي من أن تمنعني من المشاركة في تربية بناتي؛ لكونها الحاضنه شرعا وقانونا، مهدت لخطيبتي إمكانية ردها، وفي الأول رفضت، ورجال أهلها رفضوا رفضا قطعيا، وبعد ذلك وافقت خطيبتي بيني وبينها أن أرجع طليقتي للحفاظ على تربية بناتي، ولكن بعد إتمام الزواج بها، وطلبت مني أن لا أخبر أهلها؛ لأنهم سوف يرفضون إتمام الزواج بها، وهي أيضا متعلقة بي كثيرا، وقد حدث بيننا بعض التجاوزات الشرعية -نسأل الله المغفرة، وأن يتوب علينا-.
والآن لا أدري ماذا أفعل؟ مع العلم أنني قد قمت بالاستخارة مرارا وتكرارا، ولم أهتد لاختيار هل أرجع أم بناتي للحفاظ على بناتي، وتربيتهن، ورعاية أم بناتي في حالها الآن؟ أم أكمل زواجي من خطيبتي للوفاء بالعهد؟ أم أجمع بينهما بدون علم أهل خطيبتي، وعند علمهم بذلك سوف تحدث مشاكل من أهل خطيبتي، لا أعلم إلى أي شيء سوف تؤدي، وإذا أعلمت أهل خطيبتي سوف يوقفون الزواج. فهل إن تركت خطيبتي من أجل تربية بناتي يعد هذا ظلما لها؟ فإني أخشى دعاء المظلوم.
أريد حلا شرعيا دون تحمل ظلم أحد.

مدة قراءة الإجابة : دقيقة واحدة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنصيحتنا لك أن تبادر بإرجاع مطلقتك إلى عصمتك، وتعاشرها بالمعروف، لما في ذلك من المصالح الظاهرة للأولاد ولها ولك، ونرجو أن تكون مأجورا على ذلك من الله تعالى.

والذي نراه بخصوص خطيبتك؛ أن تصارح أهلها برغبتك في الرجوع إلى مطلقتك، وتبين لها ولهم حاجتك، وحاجة أولادك إلى الرجعة؛ فإن رضوا بذلك فتزوجها، واعدل بين زوجتيك، وإن لم يرضوا؛ فلا حرج عليك في فسخ الخطبة، ولا إثم عليك في ذلك، ولا تكون ظالما للخطيبة؛ فإن الرجوع عن الخطبة لمسوّغ جائز لا حرج فيه، وراجع الفتوى: 65050

والله أعلم.