عنوان الفتوى : مدى تعلق تأخر الحمل بارتكاب السيئات
بسم الله الرحمن الرحيمسؤالي: أنني أحس بأن الله لا يستجيب لدعائي وأنني أغضبت الله كثيراً أنا لا أعمل الكبائر ولكن أحس بتأنيب الضمير لأنني حتي الآن منذ زواجي قبل ثلاث سنوات لم أحمل حتى الآن؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان تأخير الحمل لا دخل لك فيه فلا داعي لتأنيب نفسك لأن ذلك التأخير لستِ أنت متسببة فيه، ولا تحاسبين عليه، وتأخر الحمل لا يعني بالضرورة أن الله غاضب عليك، أو أنه لا يستجيب لدعائك، فقد يكون تأخر الحمل لمصلحة أو لمصالح لا يعلمها إلا الله، قال جل وعلا: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة:216].
والمشروع في هذه الحالة أن تكثري من الدعاء بأن يرزقك الله ذرية، ولا تتعجلي إجابة الدعاء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي. متفق عليه، وراجعي الفتوى رقم: 21386، والفتوى رقم: 11571.
ولك أن تراجعي مع زوجك بعض الأطباء الثقات وتتلمسا أسباب العلاج، فربما كان تأخر الإنجاب بسبب يحتاج إلى علاج، وإن كان تأخير الحمل بسبب استعمالك بعض موانع الحمل، فهذا لا يجوز إلا بإذن الزوج ووجود حاجة لتأخير الإنجاب، مثل أن تكوني مريضة والحمل يضر بك، وألا يكون ذلك المنع بشكل دائم، وأن تكون وسيلة المنع جائزة، وألا يترتب عليها ضرر، وراجعي للمزيد من الفائدة والتفصيل الفتوى رقم: 17553، والفتوى رقم: 4219.
فإذا توافرت الشروط السابقة فلا حرج عليك في تأخير الإنجاب، وإذا لم تتوافر فاتركي استعمال ما يمنع الحمل وأكثري من التوبة والاستغفار، قال الله تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82].
والله أعلم.