عنوان الفتوى : الإعجاب الزائد بين البنات قد يوقع في المحرمات
داية أحب أن اشكر القائمين على هذا الموقع، جعل الله جميع جهودكم في موازين أعمالكم وجزاكم الله خيرا. قمت بتصفح الفتاوى و مشاكل الشباب ولم أحصل على مبتغاي. أتمنى أن أجد لديكم إجابة شافية على تسائلي. أنا شاب أبلغ من العمر 27 عاما ملتزم ولله الحمد عقدت قراني قبل 4 أشهر على فتاة ملتزمة ومن عائلة محترمة، كانت حياتي جدا سعيدة مع خطيبتي (لم يتم حفل الزواج بعد) الشيء الوحيد الذي كان ينغص على حياتي هو علاقتها بصديقاتها، فهي لها صديقات كثر، كانت تقضي الساعات الطوال على الهاتف وهي تحدث صديقاتها خصوصا إحداهن، كان من الواجب عليها محادثتها يوميا ولساعات طويلة، تحدثت مع خطيبتي في الموضوع وأخبرتها بأني متضايق من كثرة محادثتها لهذه الصديقة بالذات دون غيرها، فأجابتني هذه الصديقة هي رفيقة دربي وأكثر من أختي وأنا أعرفها منذ أكثر من 7 سنوات، قلت لها حسنا ولكن حاولي أن تقللي من مدة الاتصال بها، قالت لي سوف أحاول. في إحدى زياراتي لها كانت تستأذن مني كثيرا لتذهب لتجري اتصالا هاتفيا، وعندما حضرت طلبت منها هاتفها النقال لأرى بمن كانت تتصل، فوجئت بأنها قامت بمسح الأرقام التي اتصلت عليها، وبعد إلحاح مني لها بإخباري بمن كانت تتصل، أخبرتني بأنها كانت تحادث صديقتها التي أخبرتها بأن تقلل من الاتصال بها. صارحتني وقتها بأنها لا تستطيع أن تفعل ذلك لأن هذه الصديقة ليس لها من الأصدقاء سواي، قلت لها هذا ليس ذنبي وأنا ارغب في أن تقللي من اتصالاتك بها. خفت كثيرا على زوجتي من هذه الصديقة خفت أن تتحول الصداقة التي بينها وبين هذه الصديقة إلى تعلق أو ما شابه ذلك، كنت استعيذ بالله من الشيطان الرجيم عندما تراودني مثل هذه الأفكار. في يوم من الأيام قمت بالمرور على خطيبتي لأخذها إلي السوق وكان برفقتنا أخوها. أخذت تكتب رسالة عبر هاتفها لإرسالها، سألتها لمن ترسلي قالت لإحدى أخواتي. بعد أن قامت بإرسال الرسالة قمت بأخذ هاتفها منها ومشاهدة الرسائل المرسلة فوجئت بأنها أرسلت لنفس صديقتها ولم ترسل لأختها كما أخبرتني والمصيبة كانت في مضمون الرسالة بحيث كانت تحوي على عبارات ( حب) والمصيبة الأكبر كانت في رد صديقتها بعبارات حب أعمق وأكبر. كانت العلاقة بينهم محرمة. كانتا تتبادلان عبارات الحب. بعد أن أجبرت خطيبتي بالبوح بحقيقة ما كان يدور بينهما أخبرتني بأن ما كان يجري بينها وبين صديقتها حرام وأنها كانت تجامل صديقتها وأن كلامها كان لمجرد المجاملة، وهي لا تستطيع أن تقول لا لصديقتها لأن شخصيتها قويه وأنها تسيطر عليها. أخبرتني أيضا بأنها تعبت من علاقتها معها وأنها تريد أن تنهي صداقتها بها. عندها قلت لها منذ الآن اقطعي علاقتك بها ولا تعاودي الاتصال بها. لا أدري هل ما فعلته صحيحا أم كان علي أن أفعل شيئا آخر. المهم أن خطيبتي أخبرتني بأنها ترغب في معاودة الاتصال بصديقتها للاطمئنان عليها و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا حكم ما يحصل بين البنات أحيانا مما يسمى بالإعجاب، وذلك في الفتوى رقم: 8424.
وقد حكمنا هناك بتحريمه لأنه يؤدي في النهاية إلى فعل المحرمات كاللمس المحرم ونحوه من الكلام المثير، والواجب على المرأة بل وعلى كل مكلف أن يستثمر وقته فيما ينفع، وأن يحترز من الوقوع في المحرمات، وإن من أعظم البلاء ما يقع فيه كثير من الرجال والنساء، حيث يضيعون أوقاتهم على الهاتف ونحوه فيما يضر ولا ينفع من الكلام الذي نهى الشرع وحذر من الوقوع فيه.
قال تعالى: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (الإسراء: 53).
وقال تعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً (البقرة: 83) .
وما فعلته أيها الأخ السائل من نصيحة خطيبتك هو الحق والصواب الذي يجب عليها الالتزام به وعدم الحيد عنه، ولتعلم أن خطيبتك أجنبية عنك حتى تعقد عليها عقد النكاح الصحيح، وعليه، فلا تجوز لك الخلوة بها أو لمسها أو تقبيلها، ونحو ذلك من التصرفات المحرمة.
والله أعلم.