عنوان الفتوى : انتفاع الميت بثواب الأعمال المهداة له من الأحياء

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

توفي والدي الحبيب أمس، واحتسبته عند الله شهيدا بإذن الله؛ لأنه عانى ثلاثة أشهر من مضاعفات خطيرة بسبب وباء كورونا، ولكن قلبي يعتصر ألما وحزنا لفراقه.
قبل وفاته بأيام توقف قلبه، وتم إنعاشه، وتم وضعه على التنفس الصناعي، ودخل غيبوبة كاملة. وأخبرنا الأطباء بوفاته إكلينيكيا؛ لأن نشاط الدماغ والجهاز العصبي كان قد توقف تماما. وفجأة استيقظ وعاد نشاط المخ والجهاز العصبي، وكان في وعيه، ويعرفنا جميعا، وكل الأطباء ذهلوا مما حدث؛ لأنهم أخبرونا باستحالة حدوثه، ثم توفاه الله بعدها بيومين، والحمد لله على كل حال.
والدي كان صالحا الحمد لله، وحافظا لكتاب الله، وخادما لبيوت الله، ويقضي حوائج الأيتام والأرامل والفقراء، وصبر على المرض والابتلاء.
فهل هذه كرامة من الله لوالدي الحبيب؟ وهل يمكن قراءة القرآن، وهبة ثوابه له؟ وهل أقوم بالتصدق عنه، والدعاء، وكل ما يمكنني فعله، أم هناك شيء يمكن أن أضيفه؟
وجزاكم الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأحسن الله عزاءكم، وغفر لوالدكم، ويشرع لكم إهداؤه من ثواب الأعمال الصالحة، فقد ذكرنا في فتاوى سابقة كثيرة أن الميت ينتفع بما يهديه إليه الحي من ثواب الأعمال الصالحة -إن شاء الله تعالى-، والدعاء له، والصدقة عنه أفضل من إهداء ثواب القرآن له.

والصدقة عنه، والدعاء له؛ لا خلاف بين أهل العلم في انتفاع الميت بهما، فاجتهدي فيهما.

وأما هل ما حصل له من الاستيقاظ بعد يئس الأطباء يعتبر كرامة؟ فلا ندري، وأعظم الكرامة لزوم الاستقامة، وما دام أن والدكم كان على خير وهدى، فإنه يرجى له الخير -إن شاء الله تعالى-.

وانظري الفتاوى: 175773، 354499، 203998. وهذه الأخيرة في كيفية بر الوالدين بعد موتهما، والفتوى: 418366. عن فيروس كورونا والأوبئة بين العقوبة والنقمة، والرحمة والرفعة.

والله أعلم.