عنوان الفتوى : انتفاع الأموات بثواب العبادات التي أهداها لهم الأحياء
هل يفيد الاستغفار بهذه الطريقة للموتى؟ فمثلا: تقول هذا الاستغفار لفلان ـ وهو شخص ميت ـ ثم تقول أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه, أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه, أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ـ أي ثلاث مرات ـ أو تقول هذا الاستغفار لفلان ـ وهو شخص ميت ـ ثم تقرأ سيد الاستغفار له، أو تقرأ له خواتيم سورة الحشر, أو آية الكرسي أو تقرأ له سبحان الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه ومداد كلماته، فإن كان فيها خيرا له أصابه هذا الخير، وإن لم تصله لم نخسر شيئا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالراجح ـ إن شاء الله ـ أن كل عبادة جعل ثوابها للميت فإنه ينفعه ذلك ويصل إليه الثواب، سواء في ذلك العبادات البدنية والمالية، فمن ذكر الله أو استغفر أو قرأ القرآن أو صلى وجعل ثواب ذلك للميت نفعه ذلك ـ بإذن الله ـ قال شيخ الإسلام رحمه الله: الصَّحِيحُ أَنَّهُ يَنْتَفِعُ الْمَيِّتُ بِجَمِيعِ الْعِبَادَاتِ الْبَدَنِيَّةِ مِنْ الصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْقِرَاءَةِ كَمَا يَنْتَفِعُ بِالْعِبَادَاتِ الْمَالِيَّةِ مِنْ الصَّدَقَةِ وَالْعِتْقِ وَنَحْوِهِمَا بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ وَكَمَا لَوْ دَعَا لَهُ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ. انتهى.
وانظر الفتوى رقم: 111133.
ومع ذا، فالأولى للعبد أن يجعل ثواب قرباته لنفسه، لأنه سيأتي عليه زمن يكون أحوج شيء إلى ثواب هذه الطاعة، ثم يكثر من الدعاء لميته والاستغفار له وهذا هو المعروف عن السلف، قال شيخ الإسلام رحمه الله: وَلَمْ يَكُنْ مِنْ عَادَةِ السَّلَفِ إذَا صَلَّوْا تَطَوُّعًا أَوْ صَامُوا تَطَوُّعًا أَوْ حَجُّوا تَطَوُّعًا أَوْ قَرَءُوا الْقُرْآنَ يُهْدُونَ ثَوَابَ ذَلِكَ إلَى أَمْوَاتِ الْمُسْلِمِينَ فَلَا يَنْبَغِي الْعُدُولُ عَنْ طَرِيقِ السَّلَفِ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ وَأَكْمَلُ. انتهى.
والله أعلم.