عنوان الفتوى : كيفية الحفظ وتثبيت المحفوظات

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

كنت أود أن أتعلم شيئًا من القرآن والحديث، ولكني لا أستطيع أن أتلقى عن شيخ أتعلم على يديه، فليس عندي إلا الكتب والأشرطة.
سؤالي هو: كيف تراجع هذه العلوم لتبقى محفوظة باستمرار، ولئلا أنساها. فأنا مثلًا يوم السبت حفظت 50 حديثًا، وعندما أراجعها يوم الأحد تستغرق مني ساعة، وأحفظ يوم الأحد 50 حديثًا، وعندما أراجعها يوم الاثنين تستغرق مني ساعتين: ساعة لما حفظته يوم السبت، وساعة لما حفظته يوم الأحد، ويوم الثلاثاء ثلاث ساعات: ساعة لما حفظت يوم السبت، وساعة للأحد، وساعة للاثنين، وهكذا دواليك.
فبعد بضعة أيام أو أشهر أجد أن المراجعة تضخمت، وزاد وقتها بشدة لدرجة أني لا أستطيع أن أراجعها كلها، ولا أن أحفظ جديدًا.
فهل أُجَزِّئ المراجعة أجزاءً؟ أم لا أعيد مراجعة ما مضى؟
أفتونا أثابكم الله.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعليك أن تطلب العلم قدر طاقتك حسب الوسائل المتاحة، فإن لم يكن متاحا إلا الكتب والأشرطة، فعليك بالموثوق به منها فاعتمده، وحبذا لو استمعت إلى شروح العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-، فإن له في مختلف فنون العلم شروحا مفيدة.

وأما ما سألت عنه من حفظ السنة؛ فعليك أن تسدد، وتقارب، وتأخذ القليل الذي تستطيع المداومة عليه. فالقليل الدائم خير من الكثير المنقطع.

واجعل للحفظ وقتا ثابتا، وللمراجعة وقتا آخر، بحيث تتمكن من مراجعة المحفوظ في وقت كاف، ولتكن بداءتك في حفظ الحديث بالأربعين النووية، وتتمتها للحافظ ابن رجب، ثم بعمدة الأحكام لعبدالغني المقدسي، ثم ببلوغ المرام للحافظ ابن حجر، مع إدمان النظر في رياض الصالحين للنووي، وكتب السنة المدونة؛ كالصحيحين، والسنن الأربعة، وهكذا.

فإذا حصل لك هذا القدر من المحفوظ؛ فقد حصل لك خير كثير -بحمد الله-، وينبغي أن تقدم حفظ القرآن -إن لم تكن حافظا له-، وتطالع شيئا من التفسير كتفسير السعدي، وتفسير ابن كثير لتستبين معاني كلام الله تعالى.

ومتى نظمت وقتك بحيث جعلت لكل وظيفة وقتا محددا؛ فإنك لن تجد مشكلة في الحفظ، ولا المراجعة، مع الاستعانة بالله تعالى، وإدامة دعائه أن يرزقك العلم النافع.

والله أعلم.