عنوان الفتوى : قصص الوعظ لا يٌستدل بها
بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسولنا محمد وآله وصحبه، وبعد: نشكركم على مجهودكم العظيم خير الشكر.
أردت أن أسأل عن صحة قصة مالك بن دينار -رحمه الله- والتي تتضمن أنه وقف على القبور وقال: أتيت القبور فناديتها: أين المعظم والمحتقر؟
إلى أن قال: فنوديت من بينها، ولم أرا أحدا: تفانوا جميعا فما مخبر، وماتوا جميعا ومات الخبر.
وهل يحتج بمثلها على مناجاة الموتى؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالقصة المذكورة وردت في عدة كتب، وبعضهم رواها بالإسناد كابن الجوزي في كتابه "مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن" وكذا ابن عساكر في تاريخ دمشق.
ولم نقف على كلام لعلماء الحديث في الحكم على إسناديهما بالصحة أو الضعف، وإسناد ابن عساكر فيه أحمد بن مروان الدينوري، اتهمه الدارقطني بوضع الحديث.
وعلى كل، فهي قصة وعظ لا يترتب عليها عمل، ولا يُستدل بها على سماع الأموات لكلام الأحياء أو عدم سماعهم، والاستدلال المتفق عليه يكون بالكتاب أو السنة أو الإجماع، وقد ذكرنا خلاف الفقهاء في مسألة سماع الأموات لكلام الأحياء، في الفتوى: 428569.
والله أعلم.