عنوان الفتوى : الوسواس يزول بالاستعاذة وانتهاء العبد
إذا أخطأت أي خطأ في الصلاة في رمضان، وكان هذا الخطأ يوجب إعادة الصلاة، وبطلت صلاتي، وتذكرت هذا الخطأ بعد عدة أيام، فهل يجب عليّ إعادة الصوم؟ أعلم أنه تجب عليّ إعادة الصلاة، ولكن سؤالي عن قضاء الصوم -سواء كان هذا الصيام فرضًا، أو قضاء، أو تطوعًا-، لمن صلى صلاة باطلة وكان صائمًا، فهل يبطل صيامه لأن صلاته بطلت، أم إن الصلاة عبادة مستقلة عن عبادة الصوم؟ وشكرًا لكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالخطأ في الصلاة أو الوضوء لا علاقة له بالصيام مطلقًا.
وعليه؛ فلا تأثير لما ذكرت على صيامك -سواء أكان الخطأ الذي تبين لك كونه وقع في صلاتك يؤثر على صحتها أم لا-.
واعلمي أنه ليس كل خطأ يؤثر على الصلاة، كما أن الشك في الصلاة أو الوضوء بعد الانتهاء منهما لا يلتفت إليه.
والظاهر من خلال أسئلتك السابقة أنك مصابة بكثرة الشكوك والوساوس في هذا المجال؛ فأعرضي عنها، ولا تلتفتي إليها.
وبقدر خوفك من النقص في العبادة، فعليك أن تحذري من التنطع، والتكلف، والغلو.
واعلمي أن الشيطان كثيرًا ما يأتي من هذا المدخل إلى بعض الناس، فيخوّفه من نقص العبادة، فيعيد الصلاة مرارًا، والوضوء كذلك، أو الصوم، وهكذا، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في درء التعارض: وهذا الوسواس يزول بالاستعاذة، وانتهاء العبد، وأن يقول إذا قال: لم تغسل وجهك: بلى، قد غسلت وجهي. وإذا خطر له أنه لم ينوِ، ولم يكبر، يقول بقلبه: بلى، قد نويت وكبرت، فيثبت على الحق، ويدفع ما يعارضه من الوسواس، فيرى الشيطان قوته وثباته على الحق، فيندفع عنه، وإلا فمتى رآه قابلا للشكوك والشبهات، مستجيبا إلى الوساوس والخطرات، أورد عليه من ذلك ما يعجز عن دفعه، وصار قلبه موردًا لما توحيه شياطين الإنس والجن من زخرف القول، وانتقل من ذلك إلى غيره، إلى أن يسوقه الشيطان إلى الهلكة. انتهى.
والله أعلم.