عنوان الفتوى : ليس الحسب أو النسب هما المعيار في الزواج
أنا شاب أبلغ من العمر 27 عاما نويت أن اتزوج من فتاة تعمل في نفس مكان عملي والحق يقال إنها إنسانة مؤدبة وعلى خلق وهذا ما دفعني أن أفكر بالزواج منها لكن للأسف تم رفضي من والديها ليس بسبب ديني او خلقي فلله الحمد أنا إنسان أحافظ على واجباتي الدينية بل وأحاول الإكثار من بعضها وحسن المعشر بشهادة كل من أعرفهم ولله الحمد لا تربطني أي علاقة بأي فتاة بشكل غير شرعي وأنا لا أقول هذا الكلام تكبرا أو غرورا والعياذ بالله ولكن من حزني على سبب الرفض حيث إني رفضت بسبب عائلتي !!!!!!والسبب لأني لست من نفس القبيله أو من قبيلة قريبه منهم كي يزوجوني ابنتهم !!!!وكأن لي ذنب في عائلتي أو قبيلتي ، والمصيبة أن عائلتي ليست بصغيره بل إنها كبيره ومعروفة في بلادي بل إنها منتشرة في الخليج العربي وليس هذا وحسب بل موجودة في دول عربية أخرى ! أي أنها عائله ليست صغيرة.إلى متى يتم هذا التفريق بين المسلمين على هذه الأسس التي لا تسمن ولا تغني من جوع يوم الحساب ، (فإذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ) ، غريب أمر هؤلاء البشر الذين لا يريدون أن يزوجوا بناتهم لغير من يرغبونه إما لسبب القرابة او لسبب المال متناسين أنه قد تبقى البنت من غير زواج لهذا التعنت في الرأي وحينها قد تصل الأمور إلى ما لا يحمد عقباه . أهكذا يكون المسلمون أخوة ومحبين لبعضبالتفرقة بين بعضهم البعض على أساس العرق أو القبيلة أو اللون ؟كيف يمكن لإنسان أن يحب إنسانا إذا عرف أنه يستصغره أو يستحقره بسبب عائلته أو قبيلته أو أهله . حزني الشديد من هذا الموضوع أصبح كابوسا بالنسبة لي أفيدوني برأيكم ونصحكم حول هذا الموضوع جزاكم الله خيرا
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الشرع الحكيم قد بين المعيار الصحيح في اختيار الزوج ألا وهو الدين والخلق، فقد روى الترمذي عن أبي حاتم المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد، قالوا يا رسول الله: وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه. ثلاث مرات.
وكم ترتب من الفساد بسبب الإعراض عن هذا التوجيه النيوي واعتبار الناس بالمال أو الجاه أو الحسب أو النسب، وما أمر العوانس وكثرتهن إلا من هذا السبب، ولكننا نرشدك أيها الأخ الكريم إلى أن لا تعلق قلبك بالزواج من هذه المرأة ما دام أهلها قد رفضوا، ولا تشغل نفسك بها أو برفض أهلها، لأن ذلك قد يترتب عليه ما لا تحمد عقباه، وفَوِّض أمرك إلى الله تعالى، فلعله يكون قد صرفها عنك لمصلحة تعود عليك في ذلك، فتذكر قول الله تعالى:
وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (البقرة: 216)
والله أعلم.