عنوان الفتوى : قراءة (وَيَذَرَكَ وَإِلاهَتَكَ) شاذة
السؤال
أود معرفة كيف يمكن الجمع بين قراءة ابن عباس للآية في سورة الأعراف: (ويذرك وإلاهتك) مع قراءة العامة: (ويذرك وآلهتك)؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي أن يُعلمَ أولاً أن قراءة (وَيَذَرَكَ وَإِلَاهَتَكَ) تعتبر من القراءات الشاذة، وليست من المتواتر، وكذا جاء في قراءة أبي بن كعب: وقَدْ تَرَكُوكَ أَنْ يَعْبُدُوكَ وآلِهَتَكَ.
والقراءة المتواترة هي قول الله تعالى: وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ. {الأعراف:127}.
قال ابن جرير الطبري: وأما قوله: (وآلهتك)، فإن قرأة الأمصار على فتح "الألف" منها ومدِّها، بمعنى: وقد ترك موسى عبادتك وعبادة آلهتك التي تعبدها. وقد ذكر عن ابن عباس أنه قال: كان له بقرة يعبدها، وقد روي عن ابن عباس ومجاهد أنهما كانا يقرآنها: (وَيَذَرَكَ وَإِلاهَتَكَ) بكسر الألف بمعنى: ويذرك وعبودتك.
قال أبو جعفر: والقراءة التي لا نرى القراءة بغيرها، هي القراءة التي عليها قرأة الأمصار؛ لإجماع الحجة من القرأة عليها. اهــ.
والله أعلم.