عنوان الفتوى : الكفاءة المعتبرة هي كفاءة الدين
شقيقتي حاصلة على ليسانس حقوق وعمرها 30 سنة، ولها مال يزيد عن 10آلاف جنيه، وهي بكر لم تتزوج لكنها مخطوبة الآن لشخص عمره 27 سنة نجح مؤخرا في اختبار محو الأمية، لايحمل أية مؤهلات ولم يعمل بعد في أي وظيفة، ولكنه يدعي أنه بعد الزواج منها سيبدأ في البحث عن وظيفة ستكون في الأغلب مبيض محارة أو عاملاً بأحد محلات الأطعمة وهو الآن يستدين منها ومنا للحصول على 500 جنيه كمقدم شقة إيجار لعام واحدوكذلك يستدين لدفع مقدمة غرفة واحدة من أثاث الزوجية حتى يتمكن من تقسيط باقي ثمنها، تتمسك به شقيقتي بشدة بحجة وجود علاقة عاطفية قوية بينهما في حين أنني أعمل كعضو هيئة تدريس بإحدى الجامعات العريقة وشقيقتنا الأخرى حاصلة على درجة الدكتوراه في أحد فروع العلوم، و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيجوز لك رفض هذا المتقدم للزواج بأختك إن كان غير مرضي الخلق والدين، أما إذا كان مرضي الخلق والدين، فالراجح من أقوال العلماء أنه كفء لأختك، وإن كانت تفضله من الناحية العلمية، لأن الكفاءة المعتبرة هي كفاءة الدين، وقد بينا ذلك وغيره في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 19166/40301/2346.
وإننا لنرى أن تعاونك مع أختك في هذا الزواج أمر لا يأباه الشرع ما دام الزوج المتقدم بالأوصاف التي ذكرناها (الخلق والدين)، أما إذا لم يكن كذلك، فلك رفضه وعدم تولي عقد النكاح بنفسك، إذ قد قال صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. رواه الترمذي وغيره.
وهذا إذا لم تخش أن يكون تعلقها به شديداً، بحيث يخشى عليها أن ترتكب معه ما حرم الله، أو تتزوج به بدون ولي معتبر شرعاً ونحو ذلك، ويمكنك التأكد من حال هذا الرجل بالسؤال عنه، ومعرفة أخلاقه من جيرانه وذويه، لأن الاطلاع على ما في الضمائر والنوايا متعذر، والتزكية ممن هو أهل للتزكية تعتبر كافية في معرفة الشخص بغالب الظن، والله نسأل أن يهدي الجميع لما يحب ويرضى.
والله أعلم.