عنوان الفتوى : ما صفات عباد الله الصالحين؟ وما حكم وصف بعض الأشخاص بالصلاح؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السؤال

جزاكم الله خيرًا، وبارك الله فيكم.
من هم الصالحون؟ ما صفاتهم الخلقية؟ وهل يمكننا القول: فلان من الصالحين، أم إنها صفة خفيَّة بين العبد وربه؟ وكيف أعرف إن كان الشخص من الصالحين أم لا؟ وهل هم موجودون في زمننا هذا؟ وما الفرق بيننا وبينهم؟ وما الفرق بين الصالحين وأولياء الله الصالحين؟ وما صفات الزوج الصالح؟ وشكرًا.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما قولك: (من هم الصالحون؟ ما صفاتهم الخلقية؟): فإن الصالح هو القائم بحقوق الله، وحقوق عباده، وإذا أذنب بادر بالتوبة، فهذه هي صفة الصالحين، وهي صفة جامعة لكل خصال الخير الواجبة، والصالحون درجات متفاوتة، فمنهم السابقون، ومنهم المقتصدون، قال ابن تيمية: وإذا كان التوحيد أصل صلاح الناس، والإشراك أصل فسادهم، فالتوحيد وما يتبعه من الحسنات هو صلاح، وعدل؛ ولهذا كان الرجل الصالح هو القائم بالواجبات. والذنوب التي فيها تفريط أو عدوان في حقوق الله تعالى، وحقوق عباده هي فساد، وظلم؛ ولهذا سمي قطاع الطريق مفسدين. اهـ. من مجموع الفتاوى. 

وقال ابن حجر في فتح الباري: الأشهر في تفسير الصالح أنه القائم بما يجب عليه من حقوق الله، وحقوق عباده -فمن ثم؛ كانت كلمة جامعة لمعاني الخير-، وتتفاوت درجاته. اهـ.

وفي التمهيد شرح كتاب: التوحيد لصالح آل الشيخ: والصالحون: أهل الطاعة والإخلاص لله جل وعلا، الذين اجتنبوا الفساد، واجتنبوا السيئات، وهم الذين اشتركوا في فعل الطاعات وترك المحرمات، أو كانوا من السابقين بالخيرات، فاسم الصالح يقع شرعًا على المقتصد، وعلى السابق بالخيرات؛ فالمقتصد صالح، والسابق بالخيرات صالح. اهـ.

وفي شرح كتاب: التوحيد من صحيح البخاري للغنيمان: والصالح: هو الذي يفعل ما أمره الله به، ويجتنب ما نهاه عنه، وإن فرط منه معصية، بادر بالتوبة، والإنابة إلى ربه. اهـ.

وقولك: (هل يمكننا القول: فلان من الصالحين؟ أم إنها صفة خفيَّة بين العبد وربه؟ وكيف أعرف إن كان الشخص من الصالحين أم لا؟)، فإن الشخص الذي ظاهره القيام بالواجبات، يوصف بأنه صالح.

والأولى أن يقال عنه: نحسبه من الصالحين، ونحوها من العبارات، التي لا تفيد الجزم؛ لأن السرائر لا يعلمها إلى الله، وقد يظهر الشخص الصلاح، ويكون فاسد الباطن، لكن العبرة في التعامل مع الشخص إنما هو بظاهره، والسرائر أمرها إلى الله، فمن أظهر الصلاح بالقيام بالواجبات، والبعد عن المحرمات، عومل بناء على ذلك، وليس للناس من سريرته شيء، كما قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: إن أناسًا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرًا، أمناه، وقرّبناه، وليس إلينا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءًا، لم نأمنه، ولم نصدقه، وإن قال: إن سريرته حسنة. أخرجه البخاري. وانظري الفتويين: 250864، 25852

وأما قولك: (وهل هم موجودون في زمننا هذا؟)، فلا يخلو زمان من وجود الصالحين، حتى قرب قيام الساعة، كما سبق في الفتوى: 11225.

وقولك: (وما الفرق بين الصالحين وأولياء الله الصالحين؟) فإن الصالحين هم أولياء الله، قال تعالى: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ {يونس:62-63}.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: الدين لا يعمل به إلا المؤمنون الصالحون الذين هم أهل الجنة، وأحباب الله، وصفوته، وأحباؤه، وأولياؤه. اهـ. من مجموع الفتاوى.

وأخيرًا بشأن قولك: (ما صفات الزوج الصالح؟)، فراجعي في هذا الفتويين: 113879، 39905، وإحالاتهما.

والله أعلم.