عنوان الفتوى : الخصم من الثمن بسبب العيب
السؤال
أنا تاجر أبيع منتجا يتم تصنيعه عندي، واتفقت مع العميل على سعره من خمسة شهور، وفي آخر يوم توريد قال لي إن هناك موردا آخر بسعر أقل، وفي نفس الوقت ظهر عيب غير مرئي في المنتج، فأنا من خجلي ولحفظ ماء الوجه قلت له: احسب كما تريد. فخصم أكثر من 45% من ثمن البضاعة كلها. وبعد يومين أحسست بالظلم، ولم يعطني باقي الفلوس حتى الآن.
ما هو رأي الدين في هذا الموضوع؟ وشكرا لحضرتك، وآسف على الإطالة.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي فهمناه من السؤال هو أنك رضيت بما خصم من الثمن بسبب العيب.
وعليه؛ فالمعاملة صحيحة، وإحساسك بالظلم لا يؤثر في ذلك؛ لأن العبرة بالرضا الظاهر، والموافقة منك على تصرفه. ولك مطالبته بباقي الثمن.
وننبهك على أن الأصل حرمة كتمان ما يعلم البائع من العيوب عن المشتري؛ لما في ذلك من الغش والتدليس.
روى مسلم في صحيحه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مرَّ على صبرة طعام, فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللًا، فقال: ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال: أصابته السماء -المطر- يا رسول الله، قال: ألا جعلته فوق الطعام؛ كي يراه الناس؟ من غش فليس مني.
فدل الحديث على تحريم الغش، وكتمان العيوب في البيوع.
والله أعلم.