عنوان الفتوى : حكم مصافحة الأجنبية الشابة مجاراة للناس وعدم سخطهم
السؤال
أنا شاب في 18، وأدركت أنه لا يجوز لي مصافحة الأجنبيات مثل: بنات عماتي، أو خالاتي. ونظرا لجهلنا بهذه الأحكام فإذا امتنعت عن التسليم عليهن ستقوم القيامة عندنا. ورأيت بعض المفسرين يجيزون اللمس أو المصا فحة إن لم تكن النية الشهوة.
فالمرجو أن توضحوا لي هذه المسألة.
وجزاكم الله خيرا عن ما تقومون به.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمصافحة الأجنبية الشابة محرمة؛ سواء كانت لشهوة، أم لغير شهوة، ورخص بعض أهل العلم في مصافحة العجوز التي لا تشتهى، وسبق بيان ذلك كله في الفتوى: 1025.
ولا ندري ما قصدته بما أشرت إليه عن بعض المفسرين، ولكن ما نعلمه في هذه المسألة ما ذكرنا.
وإذا ثبتت حرمة مصافحة الأجنبية، وجبت المبادرة للامتثال، وعدم مجاراة عوام الناس في عاداتهم التي تخالف الشرع؛ وعدم الالتفات إلى استنكارهم لذلك، فالالتزام بالشرع من أفضل السبل لتعليم الناس أمر دينهم، وإذا سخط الناس اليوم عليك لهذا السبب فقد يرضون غدا، وهذا واقع مشاهد، ويحدث كثيرا.
وفي المقابل إذا رضوا اليوم فقد يسخطون غدا لسبب آخر، والمؤمن همه الأول في تحصيل رضا الله، رضي الناس أو سخطوا. روى الترمذي عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس.
والذي ننصحكم به هو أن يعين الشباب الصالح بعضهم بعضا في الاستقامة على الطاعة، وأن يكون هنالك دور للعلماء والدعاة والمربين في إيجاد البيئة الصالحة التي تيسر للشباب الاستقامة على الطاعة.
ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتويين التاليتين: 10800، 1208.
والله أعلم.